أذكار ما بعد الصلاة.. عبادة خفية تثقل الميزان وتضيء القلب

أكدت دار الإفتاء المصرية، وعدد من علماء الأزهر الشريف، أن أذكار ما بعد الصلاة من السنن النبوية التي يجب أن يحرص عليها المسلم بعد كل صلاة مفروضة، مشيرين إلى أنها ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي جسر من نور بين العبد وربه، تفتح له أبواب القبول، وتمنحه الطمأنينة وراحة القلب.
وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في أحد لقاءاته الإعلامية، إن الذكر بعد الصلاة من الأعمال التي يحبها الله، وهو امتداد للصلة التي بدأت في الصلاة، مستشهدًا بقول الله تعالى:
فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم.
وأضاف أن من أعظم ما يُقال بعد الصلاة هو الاستغفار ثلاثًا، كما ورد عن النبي ﷺ أنه كان إذا سلّم من الصلاة قال:
“أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله”، ثم يدعو بالأدعية المشروعة.
وأشار إلى أن من الأذكار المهمة التي وردت عن رسول الله ﷺ بعد الصلاة ما يلي:
• “اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام”
• ثم يُقال: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”
• “اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد”
ومن الذكر المأثور أيضًا أن يسبّح المصلي سبحان الله 33 مرة، والحمد لله 33 مرة، والله أكبر 34 مرة، أو كما ورد في بعض الروايات:
سبحان الله 33، الحمد لله 33، الله أكبر 33، ويُتم المئة بقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
وأكد علماء الأزهر أن هذه الأذكار ليست فقط سنة مؤكدة بل هي زاد روحي يومي، تربي النفس على المداومة على الطاعة، وتُبقي القلب حيًّا بذكر الله، كما أن من فضل هذه الأذكار أنها تكون سببًا في مغفرة الذنوب ومحو الخطايا.
وفي لقاء سابق، شدد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، على أن من واظب على الأذكار بعد الصلاة رأى أثرها في حياته قلبًا وبدنًا ونفسًا، فهي تطرد الغفلة وتربط الإنسان بالسماء حتى وهو في زحام الحياة الدنيا.
كما أوصت دار الإفتاء المصرية المسلمين بالحرص على الأذكار جماعة أو فرادى بعد الصلاة، وذكرت أن الصحابة كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر بعد الصلاة، مما يدل على جواز الذكر الجماعي بصوت يسمع الناس بعضهم بعضًا، ما لم يكن فيه رياء أو تشويش.
وختم الشيخ عويضة عثمان كلامه بقوله:
“الذكر بعد الصلاة من أعظم ما يُبقي الصلاة حية في القلب، ويُعين على الثبات، وهو باب من أبواب الزيادة في الأجر، فلا تتركوه ولو دقيقة واحدة”
-فضل الذكر في الإسلام:
1. أعظم العبادات وأيسرها
– لا تحتاج إلى وضوء ولا وقت ولا مال
– تُؤدى بالقلب أو اللسان في كل حال
2. سبب لطمأنينة القلب وانشراح الصدر
– قال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب
3. يرفع الدرجات ويمحو السيئات
– الذكر يُضاعف الحسنات ويُكفّر الخطايا
4. حياة للقلب
– قال النبي ﷺ: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، كمثل الحي والميت”
5. أفضل الأعمال عند الله
– قال ﷺ: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم…؟ ذكر الله”
6. يُطرد الشيطان
– الذكر يحفظ من الوساوس والهم والشرور
7. يحفظ اللسان من الغيبة والنميمة
– ينشغل العبد بالخير فيبتعد عن السيئات
8. ينزل السكينة وتغشاه الرحمة
– المجالس التي يُذكر فيها الله تحفها الملائكة
9. من أسباب مغفرة الذنوب
– مثل: “سبحان الله وبحمده، مئة مرة، تُغفر ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”
10. كنز من كنوز الجنة
– قال ﷺ: “لا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة