عاجل

هل يجوز العمل في مكان يبيع السجائر؟ العلماء يوضحون

بيع السجائر
بيع السجائر

 يواجه كثير من الشباب والعاملين في قطاع التجارة والتجزئة، خاصة في المحلات والسوبر ماركت، تساؤلات متكررة حول الحكم الشرعي للعمل في أماكن تبيع السجائر، خصوصًا مع ازدياد الوعي بمضارها الصحية وتحذيرات الهيئات الدينية والطبية من أضرارها. وبين الحاجة إلى العمل من جهة، والتخوف من الكسب غير المشروع من جهة أخرى، تتعدد وجهات النظر، ولكن يبقى الحكم الشرعي هو الفيصل.

 السجائر من الخبائث والضرر مؤكد


اتفقت المجامع الفقهية والهيئات العلمية على أن التدخين محرم شرعًا، وذلك لما ثبت طبيًا من أضراره المؤكدة على الصحة، ولما يترتب عليه من هدر للمال والنفس.

وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية، والأزهر الشريف، والعديد من المجامع الفقهية الإسلامية، فتاوى واضحة تُحرّم تعاطي السجائر، وتصفها بأنها من “الخبائث”، التي نهى الله عنها بقوله:

“ويُحِلُّ لهم الطَّيِّبَاتِ ويُحرِّمُ عليهمُ الخَبَائِثَ” [الأعراف: 157].

ما حكم العمل في مكان يبيع السجائر؟

بحسب ما أجاب عنه العلماء، فإن العمل في مكان يبيع السجائر لا يخلو من التفصيل:

  1. إذا كان عمل الموظف غير مرتبط مباشرة ببيع السجائر – كمن يعمل محاسبًا، أو عامل نظافة، أو مسؤولًا إداريًا في متجر يشمل بيع السجائر كجزء من نشاطه – فإن جمهور العلماء يرون أن الكسب في هذه الحالة ليس حرامًا لذاته، لكنه محاط بالشبهة، ويُستحب الابتعاد عنه إن وُجد بديل حلال خالص.
  2. أما إن كان العمل مباشرًا في بيع السجائر وترويجها – كأن يكون العامل مسؤولًا عن الكاشير أو مسؤولًا عن عرض السجائر أو الترويج لها – فإن غالب فتاوى العلماء تحرّم ذلك، لأنه يُعدّ إعانة على معصية، والله تعالى يقول:
    “ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” [المائدة: 2].


وقد قال النبي ﷺ:

“إن الله إذا حرّم شيئًا حرّم ثمنه” [رواه أحمد وأبو داود]، ومن المعلوم أن بيع السجائر يدخل تحت هذا النهي عند من يُحرّم التدخين.

بين الضرورة والبدائل

ورغم التحذير الشرعي، يُشير العلماء إلى أن من اضطر للعمل في مثل هذه الأماكن لضيق الحال أو غياب البدائل، فإن الإثم مرفوع عنه بقدر الضرورة، مع وجوب النية في البحث عن عمل بديل حلال متى ما تيسّر ذلك. فالضرورات تُقدّر بقدرها، ولا يجوز اتخاذ الحرام حرفة دائمة.

وبناءا على ذلك فإن : 


العمل في أماكن تبيع السجائر محل شبهة شرعية، وقد يكون محرمًا إن كان العامل مشاركًا في بيعها مباشرة. ويدعو العلماء الشباب والباحثين عن الرزق إلى الحرص على الكسب الحلال، والابتعاد عن موارد الشبهات، فإن الله تعالى وعد من ترك شيئًا له مخافة منه أن يُبدله خيرًا. ومن ترك الحرام متوكلًا على الله، رزقه الله من حيث لا يحتسب

تم نسخ الرابط