الهجرة النبوية 1447.. لماذا لم يهاجر النبي إلى مصر بدلا من المدينة المنورة؟
يقترب الاحتفاء بذكرى الهجرة النبوية، حيث تستطلع دار الإفتاء المصرية الأربعاء المقبل هلال شهر محرم 1447 هجريا، وبداية العام الهجري الجديد، ويتساءل البعض عن مصر باعتبارها وطن هاجر إليه العديد من الأنبياء كإبراهيم، موسى، يوسف، وعيسى، فلماذا لم يهاجر إليها النبي محمد؟
لماذا لم يهاجر النبي إلى مصر بدلا من المدينة المنورة؟
ارتبطت مصر بكونها موطن الأنبياء سواء ولدوا بها أم هاجروا إليها، لكن هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن إليها، فقد حدد النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – الهدف الأساسي للهجرة، وهو حماية الدعوة إلى دين الله، واستكمال نشر الرسالة في أرض تكفل حرية العقيدة، وتضمن الأمن للمسلمين، ولمن رغب أيضًا في دخول الإسلام من العرب- حسبما يذكر الأزهر الشريف.
لماذا اختار النبي محمد يثرب ليهاجر إليها؟
وبحسب الأزهر فقد وقع اختيار الرسول – عليه الصلاة والسلام – بوحي من الله تعالى، على المدينة لتكون مقصد الهجرة، وذلك لتناسبها مع هدف حماية الدعوة ونشرها، كونها تتمتع بموقع استراتيجي حيوي على طريق تجارة مكة إلى الشام، ما يضمن التصدي لخطر قريش، فضلًا عن ضم يثرب لأخوال رسول الله، وأتباعًا لدينه من أهلها.
كيف كان التمهيد لـ الهجرة النبوية؟
لم يكتفِ رسول الله بظروف يثرب الملائمة للدعوة وتأسيس مجتمع مسلم، بل اتخذ أيضًا عدد من التدابير الممهدة لتنفيذ خطته بالهجرة، فكانت بيعات العقبة الثلاث لتأليف قلوب أهل المدينة، فدخل كثيرٌ منهم في الإسلام، فضلًا عن عقد حلف دفاعي للقتال مع النبي -عليه الصلاة والسلام- ضد مشركي مكة.
عناية الله تعالى برسوله في الهجرة النبوية
كادت خطة الهجرة أن تتعرض لمؤامرة كبيرة عندما عزمت قريش على قتل محمد عليه الصلاة والسلام، فقام رسول الله بوضع خطة مضادة للتعامل مع هذه الأزمة، اعتمدت على إخفاء الرسول أمر الهجرة عن الجميع، والخروج ليلًا مع أبي بكر إلى الصحراء بين مكة والمدينة، ثم خداع فتيان قريش بإيهامهم أن النبي نائمًا في داره، بينما كان علي بن أبي طالب هو الذي يبيت في فراشه.
أبو بكر الصديق وذات النطاقين أسماء.. سر اختيار فريق العمل
لم تكن الهجرة النبوية عملًا عشوائيًا أو منفردًا، بل كانت نموذجًا واضحًا في العمل الجماعي المنظم، حيث تم انتقاء الأفراد المؤهلين للمساهمة في هذا الحدث التاريخي، وتكليف كل منهم بالمهمة التي تتلاءم مع موهبته وقدرته، فعلي بن أبي طالب يبيت في فراش الرسول لخداع مشركي مكة، وأبي بكر يخرج رفيقًا مع النبي في طريقه إلى المدينة، وأسماء بنت أبي بكر تأتي بالماء والزاد لمحمد وصاحبه في الصحراء.
القيادة الإدارية الرشيدة من دروس الهجرة النبوية
تمثل الهجرة النبوية نموذجًا مثاليًا في علوم القيادة والإدارة، حيث قام رسول الله (القائد) بتوجيه طاقات مجموعة من الأفراد المؤمنين (فريق عمل الهجرة) والإفادة من إمكانياتهم المتاحة، لتحقيق هدف مشترك وهو حماية الدعوة إلى دين الله ونشرها، فضلًا عن بناء مجتمع مسلم على أرض يثرب.
ولم يكن رسول الله رئيسًا يفرض إرادته، بل كان قائدًا يشارك المهاجرين والأنصار الأعباء والمسئوليات، فكان يجمع بين العمل القيادي، والمشاركة في التنفيذ.
