30 يونيو.. ثورة إنقاذ وميلاد جديد للدولة المصرية

مع اقتراب الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، تتجدد الشهادات عن هذه اللحظة الفارقة في التاريخ المصري، التي لم تكن فقط نهاية لحكم جماعة الإخوان، بل بداية لبناء دولة مدنية حديثة، قائمة على المواطنة، وسيادة القانون، وتمكين الفئات المهمشة وعلى رأسها المرأة.
تمكين المرأة.. من الرمز إلى الفعل
قالت النائبة رانيا الجزايرلي إن ثورة 30 يونيو مثلت نقطة تحول في مسار تمكين المرأة المصرية، حيث أعقبها توجه سياسي واضح بدعم السيدات في مختلف المواقع القيادية، انطلاقًا من إيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي بقدرات المرأة وكفاءتها، وهو ما تُرجم فعليًا بتعيين المرأة لأول مرة في منصب وكيل النائب العام، فضلًا عن توسع تمثيلها في البرلمان والمجالس التنفيذية.
وأضافت الجزايرلي أن المرأة باتت تمارس دورها التشريعي والرقابي داخل البرلمان على قدم المساواة مع الرجال، وهو ما يعكس قناعة الدولة بأن المرأة عنصر رئيسي في صناعة القرار.
ثورة واعية.. والمرأة في المقدمة
وأكدت النائبة أن الرئيس السيسي كان أول من تحدث علنًا عن دور المرأة في نجاح ثورة 30 يونيو، وأشاد بوعيها وقدرتها على اتخاذ الموقف الصحيح في اللحظة الحاسمة، مشيرة إلى أن النساء المصريات شاركن في الثورة بوعي وطني خالص، وكن خط الدفاع الأول عن هوية الدولة الوطنية.
دعم حقيقي للمرأة
أشارت الجزايرلي إلى أن مشاركة المرأة في الانتخابات لم تعد مقتصرة على التصويت فقط، بل امتدت إلى الترشح والمنافسة الجادة على المقاعد، وهو ما انعكس في تخصيص 25% من مقاعد مجلس النواب للسيدات بموجب تعديلات دستورية، مع توقعات بزيادة هذه النسبة إلى 30% في الدورات المقبلة.
وأوضحت أن الدولة دعمت هذه الخطوات بمبادرات توعوية موسعة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، لتثقيف السيدات بحقوقهن السياسية، وتوسيع قاعدة المشاركة في الحياة العامة.
الجبلاوي: السيسي أنقذ الدولة من مصير مظلم
من جانبه، قال النائب محمد الجبلاوي، عضو مجلس النواب، إن ثورة 30 يونيو كانت لحظة تاريخية أنقذت البلاد من الانهيار الكامل، بعدما كادت جماعة الإخوان تُفكك مؤسسات الدولة وتُفرط في السيادة الوطنية.
وأضاف: "ما قبل 30 يونيو كانت مصر على بعد خطوات من التفكك. الدولة كانت تعاني من الفوضى والتدهور الأمني والاقتصادي، ولم يكن هناك أي مشروع وطني واضح".
وتابع: "قرار الرئيس السيسي بالانحياز لإرادة الشعب في 30 يونيو، أعاد بناء الدولة من جديد، وأطلق مسيرة تنمية شاملة تشمل البنية التحتية والطاقة واستعادة مكانة مصر الإقليمية".
تجسيد للإرادة الشعبية
في السياق ذاته، أكد المهندس ياسر قورة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن 30 يونيو ليست مجرد ذكرى سياسية، بل لحظة تجسيد حقيقي للإرادة الشعبية التي انتفضت لحماية الدولة من التفكك، واسترداد القرار الوطني من محاولات الاستحواذ والتفرد.
وأشار قورة إلى أن ثورة 30 يونيو مهدت لانطلاقة قوية نحو التنمية الشاملة، بفضل تلاحم الشعب مع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، مؤكدًا أن الوفد كان ولا يزال داعمًا لمبادئ الثورة، ومدافعًا عن قيم الديمقراطية والتعددية.
أبوالنصر: بناء دولة مدنية حديثة
أما النائب أشرف أبوالنصر، فقد قال إن 30 يونيو أعادت رسم المشهد السياسي، وأطلقت مسارًا جديدًا لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على سيادة القانون وترسيخ مؤسسات الدولة، بعيدًا عن أية هيمنة أو استحواذ.
وشدد على أن حماية مكتسبات الثورة مسؤولية وطنية مشتركة، مشيرًا إلى أن التحديات لا تزال قائمة، ولكن الإرادة السياسية القوية قادرة على مواجهتها وتحقيق طموحات المصريين.