عاجل

خبراء: حرب إيران وإسرائيل لا يمكن التنبؤ بوقت نهايتها

إسرائيل وايران
إسرائيل وايران

مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران، وتبادل الضربات العسكرية في العمق، يتفق أربعة من أبرز الخبراء في الشؤون الإقليمية على أن الحرب لا تزال في إطار التصعيد المحسوب، ولم تبلغ ذروتها الكاملة بعد.
وفيما يرى كل طرف نفسه في موقع رد الفعل، تبقى المنطقة كلها على حافة حرب شاملة، قد تندلع إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء، خاصة في حال استهداف المنشآت النووية أو توسيع جبهات الصراع.

 

نسمة عبدالنبي: إسرائيل تسعى لإسقاط النظام الإيراني.. وإيران ترد بثأر محسوب

قالت الدكتورة نسمة عبدالنبي، الباحثة في الشؤون الاستراتيجية، إن الحرب لم تصل بعد إلى ذروتها، لكنها تجاوزت مرحلة الحروب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة، يحاول فيها كل طرف تحجيم الآخر دون تفجير المنطقة.

وأضافت: "إسرائيل لن تتوقف عن التصعيد إلا بعد التأكد من إسقاط النظام الإيراني الحالي، وتفكيك حكومة الملالي، وشل أذرع إيران العسكرية في لبنان وغزة واليمن. هذه الحرب لم تعد فقط دفاعية بالنسبة لتل أبيب، بل محاولة لإعادة تشكيل المنطقة".

 

وترى نسمة أن إيران، بحكم أيديولوجية نظامها، لن تتهاون في الرد على تصفية قادتها العسكريين، لكنها ترد ضمن حدود محسوبة لتفادي تدخل أمريكي مباشر، أو حرب إقليمية مفتوحة.

وأوضحت أن الطرفين يتحركان وسط شبكة من القيود والردود المحسوبة:

إيران تخشى من دخول الولايات المتحدة على خط الحرب.

وإسرائيل تخشى من استهداف القواعد الأمريكية في الخليج كرد فعل إيراني.


واختتمت بقولها: "حتى لو توقف القصف مؤقتًا، فالصراع سيستمر على شكل عمليات استخباراتية، واغتيالات، وهجمات إلكترونية، وقد يظل مشتعلًا لعقود".

 

 محمد خيري: إيران لا تبحث عن الحرب المفتوحة لكنها تفرض توازن ردع

يرى محمد خيري، الباحث في الشأن الإيراني، أن الحرب الجارية لا يمكن تحديد سقف زمني لها، في ظل غياب رؤية أمريكية واضحة بشأن التدخل، وحرص إيران على ردع إسرائيل دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

وقال خيري: "إيران تدير التصعيد بطريقة متدرجة. هي ترد على الضربات الجوية داخل أراضيها، لكنها لا ترغب في إشعال حرب كبرى. هدفها الأساسي هو فرض معادلة ردع جديدة أمام إسرائيل، وتحسين موقعها في أي تفاوض دولي قادم".

 

وأشار إلى أن إيران تُدرك خطورة التصعيد على الداخل الإيراني، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والمجتمعية. لذلك فهي تحاول إثبات قوتها، دون أن تفتح على نفسها جبهات متعددة لا يمكن احتواؤها.

كما لفت إلى أن الولايات المتحدة تقف في المنتصف: تدعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، لكنها لا تريد التورط ميدانيًا في صراع قد يعيد تشكيل المنطقة بشكل غير محسوب.


محمد الشنتناوي: كل طرف يحسب خطواته.. والردود تحت سقف محدود

أكد محمد الشنتناوي، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن الحرب لا تزال ضمن حدود "الرد المتبادل" دون تصعيد شامل.
وقال: "إسرائيل استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، وإيران ردّت بصواريخ على العمق الإسرائيلي. لكن كل طرف يحاول أن يُوجّه الألم دون الوصول إلى النقطة التي يصعب بعدها التراجع".

واعتبر أن تصعيد الحرب مرتبط بقرارات سياسية قد تأتي من خارج الحسابات الأمنية المحسوبة، ما قد يدفع المنطقة فجأة نحو انفجار واسع النطاق.


 

 أحمد فاروق: ذروة الحرب تبدأ عند استهداف فوردو.. ونتنياهو الوحيد الذي يسعى لحرب شاملة

شدد أحمد فاروق، الباحث في الشأن الإيراني، على أن الحرب لم تصل بعد إلى ذروتها، لكنها على أعتابها.
وقال: "التحول الكبير سيكون عند استهداف مفاعل فوردو النووي، أو منشآت استراتيجية تمثل جوهر البرنامج الإيراني. هذا النوع من الضربات سيغيّر قواعد اللعبة".

 

وأشار فاروق إلى أن الطرفين حتى الآن يتجنبان كسر التوازن الإقليمي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده هو من يسعى لحرب شاملة، مدفوعًا باعتبارات سياسية داخلية تتعلق بأزماته القضائية والطموحات الشخصية.

وأضاف: "إيران لا تسعى للحرب الشاملة، لكنها تحت ضغط داخلي وردّ كرامة. تحاول كسب الوقت واستنزاف العدو دون الانهيار أو التورط في مواجهة قد تستدعي تدخلات دولية".

كما أوضح أن إسرائيل شنّت الحرب دون غطاء قانوني أو إخطار لمجلس الأمن، مما يضع مسؤولية إضافية على القوى الدولية في كبح جماح التصعيد.

واختتم فاروق بالقول:"الحرب حتى الآن محكومة بضوابط غير مكتوبة، لكن مع كل ضربة جديدة، يزداد احتمال تجاوز هذه الضوابط، وحينها سنكون أمام انفجار يصعب إيقافه".

 

 

يرى الخبراء  أن المواجهة بين إيران وإسرائيل ما زالت تحت السيطرة الشكلية، لكنها تزداد خطورة كل يوم، وأن استمرار الحرب مرهون بتوازن دقيق بين الحسابات السياسية، والقيود الدولية، والرغبة في الانتقام، والخوف من الانفجار الكامل.

 

تم نسخ الرابط