كلنا مسلمون.. ساويرس: لماذا يغيب العرب عن دعم إيران رغم الروابط المشتركة؟

أبدى رجل الأعمال نجيب ساويرس دهشته من الموقف العربي المتراجع في التعامل مع الأزمة الإيرانية، متسائلًا عن سبب غياب دور عربي فاعل تجاه إيران، رغم تاريخ من التفاعل والتقارب في العديد من المواقف والمحطات التاريخية.
وقال نجيب ساويرس، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" على قناة "العربية"، إن العلاقات بين العرب وإيران ينبغي أن تُدار على أسس من الحكمة والواقعية، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي يجب أن يكون عنصر توحيد وليس تفرقة، قائلاً: "في النهاية كلنا مسلمون، سواء اتفقت العقيدة أو اختلفت، وهذه رابطة أقوى من الخلافات السياسية أو الطائفية".
وأضاف نجيب ساويرس: "أنا مستغرب ليه احنا كعرب مش بنلعب دور في دعم إيران وقت أزمتها، بالرغم من إننا كنا شُركاء في قضايا ومواقف تاريخية كتيرة.. ليه بنترك المساحة فارغة لتكبر الهوة بيننا؟".
التمدد الإيراني وعلاقته بالخليج
ورغم تأكيده على أهمية الوحدة بين الدول الإسلامية، لم يُغفل نجيب ساويرس الإشارة إلى التصرفات الإيرانية التي ساهمت في تفاقم الخلافات مع الدول العربية، خاصة الخليجية، مشيرًا إلى أن تدخلات طهران في الشؤون الداخلية لبعض الدول ساعدت على تعقيد المشهد الإقليمي.
وقال نجيب ساويرس: "الخلافات بين إيران والدول العربية، وبالذات الخليج، ترجع في الأساس إلى انتشار الميليشيات المدعومة من طهران في دول مثل اليمن وسوريا ولبنان، وهذا التمدد لم يكن بريئًا، بل تسبب في خلق حالة من العداء والارتياب داخل المنطقة".
وأضاف نجيب ساويرس: "إيران للأسف فتحت مساحات واسعة من الصدام بسبب دعمها لفصائل مسلحة تعمل خارج نطاق الدولة، ما جعلها في مواجهة مباشرة مع عدد من الأنظمة والحكومات العربية، وهذا زاد من حدة التوتر وأضعف فرص التقارب".
دعوة للحوار وتجاوز الخلافات
رغم الانتقادات، دعا نجيب ساويرس إلى عدم غلق أبواب الحوار مع إيران، وضرورة السعي إلى تقريب وجهات النظر ومعالجة أسباب الانقسام، مشددًا على أن التعايش السياسي والدبلوماسي ممكن إذا وُجدت نوايا صادقة من جميع الأطراف.
وأكد نجيب ساويرس أن الأمة العربية بحاجة ماسة إلى موقف موحد يستند إلى المصالح الاستراتيجية المشتركة، لا إلى الانفعالات الطائفية أو الحسابات السياسية الضيقة، قائلاً: "إذا استمرت هذه الخلافات، فستكون النتيجة الوحيدة هي مزيد من التشتت وضياع الفرص التنموية للأجيال القادمة".

مستقبل المنطقة مرهون
اختتم نجيب ساويرس حديثه برسالة قوية مفادها أن المنطقة العربية لا تحتمل المزيد من الحروب والانقسامات، داعيًا إلى الالتفات لمصالح الشعوب أولًا، والعمل على بناء مستقبل قائم على التعاون، والاحترام المتبادل، والحلول السياسية.
وشدد نجيب ساويرس على أن الاستثمارات والتنمية لا يمكن أن تزدهر في مناخ من العداء الدائم، مطالبًا الأنظمة العربية والإيرانية على السواء بأن يدركوا أن الشعوب هي من تدفع ثمن الخلافات، وأن التاريخ لن يرحم من يصرّ على تغذية الانقسام بدلًا من إنهائه.