عاجل

ماذا قال النبي (صلي الله عليه وسلم) عن حب الوطن؟.. كلمات نبوية عظيمة

ماذا قال النبي عن
ماذا قال النبي عن حب الوطن

رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرنًا على بعثة النبي محمد ﷺ، لا تزال كلماته ومواقفه حيّةً تُلهم الأجيال وتُرسي المبادئ التي تقوم عليها المجتمعات. ومن أبرز هذه المبادئ: حب الوطن، الذي لم يكن شعارًا في حياته، بل كان واقعًا يُعبَّر عنه بصدق في أصعب اللحظات، لا سيما عند خروجه من مكة المكرمة مهاجرًا إلى المدينة.

كلمات نبوية صادقة: «والله إنكِ لأحبّ بلاد الله إليّ»

يروي الصحابي عبد الله بن عدي بن الحمراء رضي الله عنه، أن النبي ﷺ وقف على مشارف مكة لحظة خروجه منها مهاجرًا، وقال كلمات لا تزال تُستشهد حتى اليوم في كل حديث عن حبّ الأوطان:

«والله إنكِ لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت». [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].

بهذه العبارة المؤثرة، عبّر النبي ﷺ عن حبه العميق لبلده مكة، رغم ما لقي فيها من إيذاء واضطهاد. فلم تمنعه الجراح من الإقرار بمكانتها في قلبه، ولم تنسه آلام الهجرة حقها في الحنين والوفاء.

 

المدينة وطنٌ ثانٍ… بدعاء النبوة

وعندما استقرّ في المدينة المنورة، لم يقطع هذا الحبّ الذي يسكن الفؤاد، بل دعا الله أن يُحبب إليه المدينة كما أحب مكة أو أشد. جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال:

«اللهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد».

 

وهكذا قدّم ﷺ درسًا في أن حبّ الوطن لا يُقاس فقط بمكان الولادة، بل بمقدار ما يعيشه الإنسان فيه من قيم وكرامة وسكينة، وهذا ما وجده في المدينة بعد الهجرة، فطلب من ربه أن يُنزل عليها من حبّه وطمأنينته.


 العلماء: حبّ الوطن فطرة وإيمان
 

يرى علماء الشريعة أن حب الوطن ليس مجرد عاطفة، بل هو قيمة إيمانية وفطرية أقرها الإسلام. ويؤكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن النبي ﷺ علّمنا أن حب الأوطان لا يناقض الدين، بل هو من معالم الوفاء والاعتراف بالجميل، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية قرنت بين صلاح الأرض وصلاح الإنسان.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن مشاعر النبي ﷺ تجاه مكة تؤكد أن الإسلام لا يُلغي الانتماء الوطني، بل يعززه، ويُقدّم مصلحة الوطن ضمن مقاصد الشريعة الكبرى التي تحفظ النفس والدين والعرض والمال والوطن.
 

 حبّ الوطن مسؤولية لا شعار

 

لم يكن حبّ النبي ﷺ لمكة والمدينة مجرد مشاعر وجدانية، بل تجسّد في حماية الوطن من العدوان، وبناء دولة تقوم على العدل والرحمة والتكافل. وقد دافع عن المدينة في غزوة الأحزاب، وحرص على وضع دستور ينظم العلاقة بين المسلمين واليهود، ويحمي المدينة من الفتن، وهو ما يُعد أول نموذج لدولة المواطنة في التاريخ.

كما بعث السرايا لحماية الطرق والأسواق والقبائل الضعيفة، وأوصى قادته بحفظ أمن الناس في أرضهم، ورفض الظلم حتى في بلاد غير المسلمين، في دلالة على أن الوطن ليس ترابًا فحسب، بل منظومة من الحقوق والقيم لا تُفصل عن الدين

تم نسخ الرابط