عاجل

يعبر عن سلامة فطرتك.. واعظة بالأوقاف: حب الأوطان من صميم الأديان|خاص

الدكتورة جيهان ياسين
الدكتورة جيهان ياسين

أكدت الدكتورة جيهان ياسين الواعظة بوزارة الأوقاف أن حب الوطن من القيم العظيمة التي تحث عليها الأديان  فحبَّ الوطن شعور غريزيًّا يدفعه للانتماء إليه والحنين الدائم إلى المكان الذي ترعرع فيه وأصبحت له فيه ذكريات تربطه بمَن نشأ بينهم من أهل وأحباب، فلذلك حب الوطن والحفاظ عليه والإنتماء إليه أمراً فطرياً عند أصحاب النفوس السوية. 

حب الأوطان من صميم الدين 

وتابعت: ها هو حضرة النبي ﷺ يضرب أروع الأمثلة لحبه وحنينه إلى وطنه الحبيب ( مكة )حين أُخرج منها، وقد لاقى فيها ألوان العذاب فيقول ﷺ: "واللهِ إنكِ لَخيرُ أرضِ اللهِ، وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنِّي أُخرجتُ منكِ ما خرجتُ"، لذلك قال الأصمَعيِّ : (إذا أرَدتَ أن تَعرِفَ وفاءَ الرَّجُلِ ووفاءَ عَهدِه، فانظُرْ إلى حَنينِه إلى أوطانِه، وتَشَوُّقِه إلى إخوانِه، وبُكائِه على ما مَضى من زَمانِه).

وقالت واعظة الأوقاف لـ نيوز رووم: لو نظرنا إلى الأنبياء والرسل جميعهم كانوا حريصين على هداية أقوامهم والدعاء لهم، وتحملوا من أجل ذلك الأذى والتضحية بالغالى والنفيس، ولم يهن عليهم أوطانهم أو شعوبهم، بل كانوا مثالاً في الإخلاص والتفاني لوطنهم، فلم ينظروا ماذا أعطاهم الوطن بل صوبوا نظرهم نحو حفظ الوطن والسلامة بشعبه بهدايتهم. فالوطن بمثابة الأم لها فى القلب مكانة مهما كان مستوى جمالها فهى نظر أبنائها أجمل مافى الكون.
فكما قال الشاعر:-
بلادي وإن جارت على عزيزة

وأهلي وإن ضنوا على كرام

بلادي وأن هانت علـى عزيزة

ولو أننى أعرى بها وأجـوع

وهذا ما يجب أن يُعلَّم للنشء حتى يفهم معنى الإنتماء وإنه ليس مربوط بقدر العطاء، ولذلك يجب أن يكون الآباء و المعلمون والمربون قدوة في حب الوطن، من خلال سلوكهم وأفعالهم أمام النشئ الصاعد والشباب الواعد لنعلمهم كيف يكون حب الوطن وإن الإنتماء والولاء له واجب ضرورى مهما كان على أرضه من تحديات وصعوبات، فالوطن يعطينا الإحتواء وله منا كل الولاء.

ووجهت واعظة الأوقاف رسالة للنشء وللشباب قالت فيها: رسالتي إلى أبنائى الصغار والشباب حب الوطن يعبر عن سلامة فطرتك وعلى أصل هويتك يعبر عن معدن إنسانيتك لإنه يعبر عن مدى وفائك وولائك ،حب الوطن ليس بترديد الشعارات ورفع الهتافات وإنما بالإجتهاد فى الدراسة ،بالعمل بأقصى درجات التفانى والإتقان ،بالمحافظة على ممتلكاته ، بإحترام علمه وجميع مؤسساته بالحفاظ على كل ذرة من ترابه بالتعاون والتكاتف على الإنتاج والإصلاح.
وعلينا جميعاً أن نعلم أن تعليم النشء حب الأوطان من المنظور الديني لا يُعدّ فقط واجبًا وطنيًا، بل هو أمر تعبّدي يتقرب به المسلم إلى ربه من خلال الحرص على أمن وطنه، ورفعته، والدفاع عنه. فالدين والوطن لا يتعارضان، بل يتكاملان في بناء الإنسان الصالح والمجتمع الراقي. وعلى المؤسسات التربوية والدينية أن تتضافر في غرس هذه القيم العظيمة في وجدان الأجيال.

تم نسخ الرابط