هل الصلاة في جماعة خارج المسجد تنقص الأجر؟ الإفتاء توضح الحكم

في ظل ظروف العمل اليومية، أو أثناء السفر، أو حتى في لقاءات عائلية، قد يضطر البعض إلى إقامة الصلاة جماعةً خارج المسجد. وهنا يتكرر التساؤل بين المصلين: هل تفقد الجماعة خارج المسجد شيئًا من أجرها؟ وهل يصح اعتبارها مساوية لصلاة المسجد أم أن هناك فرقًا؟
الأصل في الجماعة.. الفضل في الاجتماع لا في المكان
بحسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة، فإن صلاة الجماعة في أصلها أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، كما ورد عن النبي ﷺ في الحديث المتفق عليه:
“صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة.”
وهو فضل ثابت للجماعة في ذاتها، سواء أُقيمت في المسجد أو خارجه.
لكن يبقى السؤال: هل يتحقق هذا الفضل كاملًا خارج المسجد؟
العلماء يفرّقون بين الفضلين
اتفق جمهور الفقهاء على أن صلاة الجماعة خارج المسجد صحيحة وتُثاب عليها، لكنهم فرّقوا بين نوعين من الفضل:
1. فضل الجماعة: وهو ثابت لكل من صلى مع جماعة، حتى لو كانت في البيت أو مكان العمل.
2. فضل المسجد: وهو فضل إضافي يختص بالمكان، ولا يتحقق إلا بالصلاة داخل المسجد، لما فيه من تعظيم لشعائر الله، وربط للمسلمين ببيوت العبادة.
وبذلك، فإن من صلى في جماعة خارج المسجد نال أجر الجماعة، لكنه فاته فضل المكان.
المسجد.. بيت الفضل المضاعف
وقد جاءت النصوص الكثيرة في فضل المسجد، منها قول النبي ﷺ:
“من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة.”
(رواه مسلم)
وهذا يدل على أن الذهاب إلى المسجد نفسه عبادة، وأن الفضل فيه يتجاوز مجرد الصلاة إلى فضل السعي والنية والتواجد في موضع العبادة.
رأي دار الإفتاء المصرية
أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية أن “صلاة الجماعة في غير المسجد مشروعة وصحيحة”، مؤكدة أن المسلم يُثاب عليها، خاصة إذا وُجد العذر في عدم حضور المسجد، لكنها أضافت أن “الصلاة في المسجد لها فضل زائد لما ورد في النصوص من تعظيم بيوت الله”.
في الختام صلاة الجماعة، سواء في المسجد أو خارجه، هي عبادة عظيمة تجمع القلوب وتوحد الصف، ويُثاب عليها المسلم بنيته وإخلاصه. لكن يبقى للمسجد نور لا يُقارن، وفضل لا يُضاهى، فمَن استطاع إليه سبيلًا فلا يحرمنّ نفسه من أجره الكامل، ومَن حال بينه وبين المسجد عذر، فليطمئن أن الله لا يضيع أجر المحسنين