هل يشترط في صلاة الضحى عدد ركعات معينة؟.. الإفتاء توضح الحكم

في زحمة الأيام وتقلّب المسؤوليات، تبقى بعض النوافذ الإيمانية بمثابة متنفسٍ للروح وطمأنينة للقلب. من بين هذه النوافذ المضيئة صلاة الضحى، التي يغفل عنها كثيرون، رغم أنها من أعظم السنن التي حث عليها النبي ﷺ، وجعلها بمثابة شكر عملي لله عن كل نعمةٍ في الجسد.
إنها الصلاة التي تُجزئ عن مئات الصدقات، وتُقرّبك من صفة “الأوّابين”؛ أولئك الذين يعودون إلى الله في كل حين، فهل نغفل عنها بعد اليوم
فضل صلاة الضحى:
صلاة الضحى ليست مجرد نافلة عابرة، بل هي صلاة الأوابين، أي الراجعين إلى الله، وتكفي في فضلها شهادة النبي ﷺ:
“يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة… ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى”(رواه مسلم)
وقد كان النبي ﷺ يواظب عليها، وقد أوصى بها من يحب، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
“أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام”
(رواه البخاري ومسلم
عدد ركعات صلاة الضحى
• أقلها: ركعتان
• وأكثرها: ثماني ركعات (عند الجمهور)، وقد ورد أن النبي ﷺ صلاها أربعًا، وستًا، وثمانيًا.
• أفضلها: أربع أو أكثر بحسب طاقة المسلم وخشوعه
الدليل: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أوصاني خليلي بثلاث: … وركعتي الضحى…”(رواه البخاري ومسلم)
وعن أم هانئ رضي الله عنها: “أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم الفتح فاغتسل وصلى ثماني ركعات” (رواه البخاري ومسلم) – قال العلماء: هي صلاة الضحى
لكن ما الحكم إذا فات وقتها؟
أجمع علماء وفقهاء على أنه لا حرج في قضاء صلاة الضحى إذا فات وقتها بعذر كالنوم أو النسيان، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك”(رواه مسلم)
وبناء على هذا الحديث، فإن قضاء صلاة الضحى مشروع، بشرط أن يكون التأخير لعذر، أما من يتعمد تركها أو يتكاسل عنها بغير سبب، فلا يُندب له قضاؤها، وإنما يُحث على الالتزام بها مستقبلًا.
كيف تُقضى؟
لا يشترط عدد معين من الركعات، فيجوز أن تُقضى ركعتين فقط، أو أربع، أو أكثر، بحسب ما اعتاده المسلم، ويُؤدى القضاء بنفس الكيفية التي تُصلّى بها الضحى، مع استحضار النية.
هل يجوز تأخيرها حتى وقت قريب من الظهر؟
نعم، يجوز أداء صلاة الضحى حتى قبل أذان الظهر بقليل، لكن يُستحب أداؤها في الوقت الفاضل المعروف بـ”وقت اشتداد الضحى”، وهو حين ترتفع الشمس ويشتد حرّها، أي بعد مرور ثلثي وقت الضحى تقريبًا.
فضل عظيم لا يُفوّت
صلاة الضحى ليست مجرد ركعات إضافية، بل هي باب من أبواب القرب إلى الله، ففي الحديث: “يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة… ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى” (رواه مسلم
وقت صلاة الضحى :
وقت صلاة الضحى يبدأ من ارتفاع الشمس مقدار رمح، أي بعد شروق الشمس بحوالي 15 إلى 20 دقيقة تقريبًا، ويمتد وقتها حتى قبل أذان الظهر بنحو 10 إلى 15 دقيقة.
ويمكن تقسيم وقتها إلى:
1. وقت الجواز: من بعد شروق الشمس بـ15 دقيقة تقريبًا حتى قبيل الظهر.
2. الوقت الأفضل (الفضيلة): عند اشتداد الشمس وارتفاعها في السماء، ويكون ذلك تقريبًا في منتصف الوقت بين الشروق والظهر، ويسمى “الضحى الأعلى” أو “وقت ارتفاع الضحى”، وهو أفضل وقت لأدائها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال” (رواه مسلم)
أي: حين تحمى الأرض من حرارة الشمس، وترفع الفِصال (صغار الإبل) أقدامها من شدة الحر