عاجل

هل يُغني الاستحمام عن الوضوء؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

الوضوء
الوضوء

في ظلّ تساؤلات متكررة من المسلمين حول الطهارة الصحيحة، خاصة في أوقات الصيف أو بعد التمارين والجهد البدني، برز سؤال شائع: هل يجوز أن يكتفي المسلم بالاستحمام عن الوضوء؟

الطهارة شرط للصلاة.. لكن هل تكفي نية الوضوء أثناء الغُسل؟

اتفق علماء المسلمين على أن الطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة، واستدلوا بقوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ…} [المائدة: 6].

من هذا المنطلق، فإن أداء الوضوء قبل الصلاة واجب، ولكن هل يُغني عنه الاستحمام، خصوصًا إذا كان الغُسل كاملاً ويشمل غسل الأعضاء الأربعة التي يُغسل بها في الوضوء؟ الجواب يختلف بحسب نية المسلم وكيفية الغُسل.

الغُسل الكامل يجزئ عن الوضوء بشروط

أوضحت دار الإفتاء المصرية، في أكثر من فتوى، أن الغُسل الكامل الذي ينوي فيه المسلم رفع الحدث الأكبر – مثل الجنابة أو الحيض – وكان فيه تعميم للجسد بالماء بما يشمل أعضاء الوضوء، فإنه يُجزئ عن الوضوء، إذا اقترنت النية بذلك.

أي أن من يغتسل بنية الغُسل والوضوء معًا، دون أن يُحدِث بعده حدثًا ناقضًا للوضوء، يُعد طاهرًا للصلاة ولا يلزمه تجديد الوضوء. ويستدل لذلك بحديث عائشة رضي الله عنها، حينما وصفت غُسل النبي ﷺ وقالت:

“كان يغتسل في الجنابة، فيبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول شعره…” (رواه مسلم).
لكن هذا الحديث يدل على فعل النبي لا على الوجوب، ما يعني أن الوضوء أثناء الغسل جائز، بل ومجزئ إذا تحققت فيه النية وشُملت فيه الأعضاء الأربعة للوضوء.

متى لا يُجزئ الغُسل عن الوضوء؟

في المقابل، إذا كان الاستحمام بغرض التبرد فقط، أو النظافة من العرق دون نية رفع الحدث أو الوضوء، فلا يُجزئ عن الوضوء مطلقًا. لأن النية شرط أساسي في العبادات، ولا يصح رفع الحدث إلا بها.

كذلك، إن لم يُغسل المُغتسل أثناء استحمامه جميع أعضاء الوضوء بشكل كامل، كأن ينسى غسل الوجه أو المرفقين، أو لم يترتب الأعضاء كما يُفعل في الوضوء، فإن عليه بعد الاستحمام أن يتوضأ قبل الصلاة.

الخلاصة: النية هي الفيصل

يجمع الفقهاء على أن نية الوضوء أثناء الغسل هي العنصر الأساسي في الحكم. فمن نوى رفع الحدثين (الأكبر والأصغر) أثناء الغسل الكامل، وكان غسل الأعضاء وفق ما ورد في الوضوء، كفى ذلك. أما إن خلا الغسل من النية أو أُغفل فيه بعض أركان الوضوء، فلا يعتد به، ويلزم حينها تجديد الوضوء قبل أداء الصلاة.

هكذا يتضح أن الاستحمام لا يتنافى مع أداء الوضوء، بل قد يكون كافيًا عنه بشرط النية واستيفاء الأركان، مما يسهل على المسلم الجمع بين الطهارة الحسية والروحية دون تكرار لا حاجة له

تم نسخ الرابط