عاجل

متى يكون الجدل جائزًا؟ ..

خالد الجندي يوضح معنى "مراءً ظاهرًا" في سورة الكهف | فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن المقصود بعبارة "مراءً ظاهراً" في الآية 22 من سورة الكهف هو الجدل الواضح الخالي من التعمق في تفاصيل لا يعلمها إلا الله، مؤكدًا أن القرآن لا ينهى عن الجدل في ذاته، بل ينهى عن الجدال بالباطل أو الجدال الذي لا يُفضي إلى فائدة.

وخلال تقديمه لحلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون" عبر شاشة dmc، قال خالد الجندي: "كلمة (مراء) تعني المجادلة، وهي ليست محرمة مطلقًا، بل لها ضوابط وحدود، وعلى المسلم أن يفرق بين الجدل المحمود الذي يُسهم في الوصول إلى الحقيقة أو الدفاع عن الحق، والجدل المذموم الذي يثير الشقاق ويغذي الكراهية".

الجدل نوعان .. محمود ومذموم

استعرض خالد الجندي أوجه الاختلاف بين نوعي الجدل، موضحًا أن: "الجدل المحمود يكون بهدف توضيح الحقيقة أو الدفاع عن مصلحة عامة أو شرعية، ويُشترط فيه": احترام الطرف الآخر، الالتزام بأدب الحوار، عدم الخروج عن الموضوع، استخدام الحجة والبرهان

تابع خالد الجندي: "الجدل المذموم يحدث عند: "ارتفاع الأصوات، استخدام ألفاظ جارحة، انفلات اللغة إلى السب أو الاتهام، رغبة أحد الطرفين في الجدال فقط دون نية للوصول إلى نتيجة"

وأشار خالد الجندي إلى أن الآية الكريمة توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدم الانشغال بالجدال العميق حول عدد أهل الكهف، لأنه أمر لا يعلمه إلا قليل من الناس، وليس له تأثير على العقيدة أو السلوك.

متى يجب التوقف عن النقاش؟

أكد الشيخ خالد الجندي أن هناك إشارات واضحة يجب أن تدفع المسلم للتوقف عن الجدال، وهي: "علو الصوت بين المتحاورين، خروج الكلمات عن الأدب، استشعار النفور أو القطيعة، اليقين بأن الطرف الآخر لا يبحث عن الحقيقة بل عن الغلبة

وفي هذا السياق، نقل عن ابن تيمية قوله الشهير: "ما رأيت كلمة على المجادل أوقع من أن تقول له: (الله أعلم)، عندما تتيقن أن هذا الشخص لا يريد الوصول إلى الحقيقة".

وأوضح خالد الجندي أن هذه الجملة تُنهي النقاش بطريقة مهذبة وتحفظ كرامة الطرفين، خاصة عندما يتحول النقاش إلى مراءٍ مذموم لا طائل منه.

منهج الإسلام في الحوار

شدّد الجندي على أن القرآن الكريم لا يُقصي الحوار، بل يُرسي قواعده، مشيرًا إلى أن الإسلام دين العقل والبيان، لكنه في الوقت نفسه يكره الجدل العقيم الذي يؤدي إلى القطيعة أو الغضب أو الفتنة.

وقال: "الدين لا يُحرّم الجدال ولكن يُنظمه، حتى لا يتحول إلى وسيلة لزرع الفتنة بين الناس، أو لتضييع الوقت دون فائدة حقيقية".

في ختام حديثه، أوضح الشيخ خالد الجندي أن الآية الكريمة من سورة الكهف تحمل رسالة توجيهية دقيقة، فالله عز وجل يأمر نبيه بعدم التعمق في جدال لا يُجدي، بل يكتفي بالجدل الظاهري، الذي يعرض الحقائق دون إثارة فتنة أو صراع.

الشيخ خالد الجندي 
الشيخ خالد الجندي 

دعوة لضبط الحوار لا قمعه

وخلص خالد الجندي إلى أن المسلم الواعي يجب أن يختار معاركه الحوارية بعناية، ويتجنب الجدال العقيم الذي لا يخدم مصلحة دينية أو دنيوية، مؤكدًا أن "أدب الحوار هو مفتاح كل نقاش نافع ومثمر".

تم نسخ الرابط