حفظ القرآن ليس شرطًا.. ما معنى الحديث "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"؟

ما معنى الحديث "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"؟، حديث نبوي شريف يتوقف أمامه الكثيرون، فما معناه ومن هو الأحق بالإمامة؟
ما معنى الحديث "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"؟
جاء عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه. [أخرجه مسلم]
ويقول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بناءً على ذلك: فإن حفظ القرآن الكريم كاملًا ليس شرطًا لإمامة المصلين، وإنما يُشترط فيمن يؤم الناس أن يكون حافظًا لقدر من القرآن لصحة الصلاة، وأن يُحسن قراءة ذلك المقدار من القرآن وعنده ما يلزم معرفته من الأحكام الفقهية المتعلقة بالصَّلاة، فإن توفر ذلك فيمن وكَّله الإمام بالصلاة فلا حرج في ذلك حتى وإن لم يكن حافظًا للقرآن كله، وإن لم تتوفر فيؤم المصلين أقرؤهم لكتاب الله تعالى كما ورد في الحديث المذكور.
ترتيب الأَولى بالإمامة.. في ضوء حديث "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"
فيما قالت الإفتاء الأردنية أن الأصل في هذا الباب حديث أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) رواه مسلم
وتابعت: قد اجتهد فقهاؤنا في فهم الحديث والقياس عليه، فخلصوا إلى ترتيب الأَولى بالإمامة على الوجه الآتي: "أولى الناس بالإمامة الأفقه، ثم الأقرأ، ثم الأورع، ثم الأقدم هجرة وولده، ثم الأسن في الإسلام، ثم النسيب، ثم الأحسن سيرة، ثم الأحسنُ ذِكْرًا، ثم الأنظف بدنا وثوبا، ثم الأحسن صوتا، ثم الأحسن صورة، فمتى وجد واحد من هؤلاء قدم، وإن اجتمعوا أو بعضهم رتبوا هكذا، فإن استويا وتشاحا أقرع.
وإمام المسجد وساكن البيت ولو بإجارة مقدمان على الأفقه وما بعده، ولهما تقديم من أرادا، والسلطان الأعظم والأعلى فالأعلى من القضاة والولاة يقدمون على الساكن وإمام المسجد وغيرهما، ويقدم حاضر وحر وعدل وبالغ على مسافر وعبد وفاسق وصبي وإن كانوا أفقه. والبصير والأعمى سواء" انتهى. "عمدة السالك"
أما تقديم الأفقه في باب الصلاة على الأحفظ للقرآن فلأن الحاجة إلى فقه أبواب الصلاة أهم من الحاجة إلى حفظ الكثير من القرآن، ولتقديمه صلى الله عليه وسلم أبا بكر في الصلاة على غيره مع وجود من هو أحفظ منه للقرآن; وأجاب الإمام الشافعي - عن الحديث السابق - بأن الصدر الأول كانوا يتفقهون مع القراءة, فلا يوجد قارئ إلا وهو فقيه.
والمراد بالنسيب من ينتسب إلى قريش أو غيرهم ممن يعتبر في الكفاءة كالعلماء والصلحاء، وأما تقديم الأنظف بدنًا وثوبًا والأحسن صوتًا ونحوها من الفضائل فلأنها تفضي إلى استمالة قلوب المصلين وكثرة جمعهم، وقبولهم لإمامهم وتعظيمهم له، فضلا عن خشوعهم وتأثرهم بقراءته.