عاجل

مشورة الزوجة تنفي الرجولة.. هل "شاوروهن وخالفوهن" حديث صحيح؟

صحة حديث: «شاوروهن
صحة حديث: «شاوروهن وخالفوهن»

يتساءل البعض عن صحة حديث: «شاوروهن وخالفوهن»، وهل مشاورته لامرأته تنافي الرجولة؟، ونرصد الجواب من خلال ما ذكره الأزهر الشريف.

هل "شاوروهن وخالفوهن" حديث صحيح؟

يقول السائل: هل مشاورتي لامرأتي تنافي الرجولة؟ وما مدى صحة حديث:«شاوروهن وخالفوهن»"؟، ليوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن العلاقة الزوجية علاقة تكاملية بين الرجل والمرأة، وهما شريكان في بناء الأسرة؛ فيجب أن تكون إدارة شؤون الأسرة قائمة على التشاور بينهما، ويجب نبذ عنصر التسلط أو الندّية بين الزوجين؛ فإن النديَّة بين الزوجين هي أول معاول هدم الأسرة.

وتابع: مبدأ المشاورة في الحياة الأسرية جاء في القرآن نصًّا، وفي السنة النبوية تطبيقًا وعملًا، قال الله تعالى: { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } [البقرة: 233]، قال مجاهد: التشاور فيما دون الحولين، إن أرادت أن تفطم [أي: الزوجة] وأبى [أي: رفض الزوج]، فليس لها، وإن أراد هو [أي: الزوج]، ولم تُرد [أي: الزوجة]، فليس له ذلك حتى يقع ذلك عن تراض منهما وتشاور، يقول: غير مسيئين إلى أنفسهما وإلى صبيهما.

وبين الأزهر للفتوى أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قد شاور ـ أم المؤمنين السيدة أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ يوم الحديبية، وعمل بمشورتها وقولها.

قصة صاحبة المَزادتين

وفي قصة صاحبة المَزادتين أن قومها قد أسلموا بفضل مشورتها وقولها؛ ففي الحديث أنها قالت لهم ناصحة: "فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلاَمِ؟ فَأَطَاعُوهَا، فَدَخَلُوا فِي الإِسْلاَمِ". والحديث في الصحيحين؛ البخاري ومسلم.

صحة حديث: «شاوروهن وخالفوهن»

وبين الأزهر للفتوى في صحة الحديث: أما حديث: "شاوروهن وخالفوهن..." فلا يصح، وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 400):"لم أره مرفوعًا". أي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

وشدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بناء على ما سبق؛ فإن مشاورة الرجل المرأةَ لا تقدح في رجولته، بل إن ذلك من كمال الرجولة، وهو مبدأ شرعي أصيل، لا سيما وأنه لم يرد في الوحيين نصٌّ صريحٌ في النهي عن مشاورة المرأة، بل العكس هو الحاصل.

تم نسخ الرابط