عاجل

حديث معاذ بن جبل.. علي جمعة يكشف عن عمل يبعدك عن النار

علي جمعة
علي جمعة

واصل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، شرحه للحديث النبوي، حيث حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. 

حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه

يقول معاذ بن جبل قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني منَ النَّارِ، قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنَّهُ ليسيرٌ علَى من يسَّرَه اللهُ عليه، تعبدُ اللهَ ولا تشرِكُ بِه شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ علَى أبوابِ الخيرِ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ، كَما يطفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ، ثمَّ تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتَّى بَلغَ: يَعمَلونَ) ثمَّ قال: ألا أُخبِرُك بِرأسِ الأمرِ، وعمودِه، وذِروَةِ سَنامِه؟ قلت: بلَى، يا رسولَ اللهِ، قال: رأسُ الأمرِ الإسلام، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجِهادُ، ثمَّ قال: ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلِك كلِّه؟ قلتُ: بلَى، يا نبيَّ اللهِ، فأخذَ بلسانِهِ، وقال: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِعلَى وجوهِهِم، أوعلَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم.

وأوضح علي جمعة: قول النبي ﷺ : «وعموده الصلاة...» فالصلاة هي في الإسلام بمثابة العمود الذي يقوم عليه البناء، فهي أساس العلاقة الصحيحة بين العبد وربه، فتاركها لا يشبه المسلمين في شيء، والمحافظ عليه منور بالسجود لربه، فهي معراج المؤمن الذي يعرج به إلى ربه ويناجيه.

ما هو أقل قدر من الصلاة في اليوم والليلة؟ 

وبين علي جمعة أن أقل قدر من الصلاة ينبغي للمسلم المحافظة عليه هو خمس صلوات في اليوم والليلة، يتطهر بها المؤمن من أدرانه وما يصيبه من كدر وإثم طوال اليوم، ومن أراد الاستزادة حافظ على السنن الراتبة، وحافظ على قيام الليل، وغيرها من النوافل التي يتقرب بها العبد إلى ربه حتى يحبه.

حديث معاذ بن جبل.. ما معنى ذروة سنامه الجهاد؟ 

ثم قال ﷺ : «وذروة سنامه الجهاد ...» الجهاد الذي يجود فيه المسلم بنفسه لربه، فيحمي الله بهذا البذل عرضه وأرضه، الجهاد الذي ينال به المسلم إحدى الحسنين إما النصر أو الشهادة إلا أننا نعلم أن الجهاد مفهوم شامل لا يقتصر على القتال كما أراد المرجفون، قال تعالى : (وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)[الحج : 78]، وقال سبحانه : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ) [العنكبوت :69]. 

ويقول رسول الله ﷺ : (قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، مجاهدة العبد هواه) وفي رواية : (جهاد القلب) [أخرجه البيهقي في الزهد الكبير]. 

حديث معاذ بن جبل.. ماذا يعنى بالجهاد في الإسلام؟ 

فالجهاد في الإسلام هو بذل القدرة والمجهود في تحصيل كل ما يرضي الله من أخلاق وأفعال، ودفع كل ما يغضب الله، والجهاد بالقتال أحد أشكال الجهاد، وليس هو الجهاد بمفهومه الشامل، وحتى الجهاد بالقتال الذي أمر به الإسلام فله ضوابط قال تعالى : (وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) [البقرة :190]. 

فالجهاد بالقتال لنصرة المظلوم ورد العدوان، هو شكل من أشكال الجهاد يطرأ على حياة المسلم في الصراع ودفع الظلم، قال تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج :39، 40].

تم نسخ الرابط