عاجل

لوس أنجلوس تشتعل.. ترامب يدفع بالحرس الوطني وسط صراع سياسي وأمني محتدم|تقرير

الشرطة الأمريكية
الشرطة الأمريكية تعتدي على آحد المتظاهرين في لوس أنجلوس

تشهد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، منذ صباح الجمعة 6 يونيو، احتجاجات عنيفة ومواجهات متصاعدة مع الشرطة، على خلفية حملة مداهمات واعتقالات نفذتها إدارة الهجرة والجمارك استهدفت عشرات المهاجرين، في ظل تصاعد الخلاف السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين حول طريقة إدارة الأزمة.

وبحسب صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، شنت سلطات الهجرة حملة واسعة النطاق داخل عدة مناطق بمدينة لوس أنجلوس، طالت بالأساس مهاجرين من أصول لاتينية، وأسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 45 شخصًا، بينهم من قالت السلطات إنهم “أعاقوا عمل الضباط”.

 وأشارت الصحيفة إلى أن عددًا من المعتقلين يحملون إقامات قانونية، وتم احتجاز معظمهم دون أوامر قضائية واضحة.

تحديث مباشر.. مظاهرات لوس أنجلوس وترامب ينشر الحرس الوطني - CNN Arabic
مظاهرات لوس أنجلوس 

من بين المعتقلين، كان ديفيد هويرتا، رئيس إحدى النقابات العمالية البارزة في الولاية، والذي أفادت تقارير بتعرضه للاعتداء أثناء اعتقاله. ووصفت نقابته الواقعة بأنها “رسالة ترويع صريحة تستهدف العاملين والمجتمع”.

وبعد حملة الاعتقالات الواسعة التي وصفت بالعشوائية، سرعان ما اندلعت تظاهرات غاضبة أمام مراكز التوقيف الفيدرالية، شارك فيها مئات المواطنين الذين طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، فيما ردّت الشرطة باستخدام قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع لتفريق الحشود، ما تسبب في اندلاع مواجهات استمرت حتى مساء أمس السبت، بحسب صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.

 ترامب يدفع بالحرس الوطني

وفي مساء أمس 7، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيانًا أعلن فيه نشر 2000 عنصر من الحرس الوطني بسلطة فيدرالية، متجاوزًا بذلك موافقة حاكم الولاية الديمقراطي، غافين نيوسوم.

وقال ترامب اليوم مهاجمًا المسؤولين المحليين: “لدينا حاكم وعمدة غير كفؤين، كما اعتدنا، يتعاملان مع الأزمات بنفس الطريقة التي أدارا بها حرائق الغابات وبطء إصدار التصاريح الفيدرالية”.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن الاحتجاجات التي وصفها بـ”الراديكالية اليسارية” يقودها “مثيرو شغب مأجورون”، معلنًا عن حظر ارتداء الأقنعة أثناء التظاهرات. وتساءل ساخرًا: “ما الذي يخفيه هؤلاء الناس؟ ولماذا؟”.

من جهته، اعتبر البيت الأبيض الخطوة “ضرورية لاستعادة النظام في مواجهة الفوضى والأنشطة غير القانونية”، بحسب بيان رسمي.

رفض ديمقراطي واسع

وقوبل قرار ترامب بردود فعل غاضبة من مسؤولي ولاية كاليفورنيا، حيث وصفه الحاكم غافين نيوسوم بأنه “استفزازي وصُمّم لتأجيج التصعيد، في حين أن الإمكانيات المحلية كانت كافية للتعامل مع الوضع”.

كما وصفت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، إرسال الحرس الوطني بأنه “ترويع متعمّد لمجتمعات المهاجرين”، مؤكدة تضامنها الكامل معهم.

وفي السياق نفسه، اعتبر نواب ديمقراطيون من كاليفورنيا أن الحكومة الفيدرالية تتعامل مع الأزمة بعقلية “عسكرية بوليسية”، مشيرين إلى أنهم مُنعوا يوم السبت من دخول مبنى فدرالي يُحتجز فيه عدد من المعتقلين، وسط مزاعم عن سوء المعاملة داخل مراكز الاحتجاز.

من جانبها، حمّلت إدارة ترامب الديمقراطيين مسؤولية ما يجري، متهمة إياهم بـ”تشويه سمعة إدارة الهجرة والجمارك باستمرار”، وألمحت إلى أن تصريحات حاكم الولاية وعمدة المدينة تسببت في تقويض احترام القانون.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين: “الاعتداء على رجال إنفاذ القانون في لوس أنجلوس من قبل مثيري الشغب أمرٌ حقير، على العمدة باس والحاكم نيوسوم أن يتحملا المسؤولية ويطالبا بوقف هذه الفوضى”.

كما انتقد تود ليونز، القائم بأعمال مدير إدارة الهجرة والجمارك، أداء شرطة المدينة، مؤكدًا أن الرد على الاستغاثات تأخر لأكثر من ساعتين رغم تكرار النداءات.

 

 انقسام سياسي ودستوري

إلي ذلك، فإن  الاحتجاجات تحولت إلى ساحة صراع سياسي مكشوف بين الحزبين، إذ يرى الديمقراطيون أن ما يحدث هو “انتهاك صارخ للحرية وحقوق الكادحين”، كما صرّح ديفيد هويرتا نفسه قائلاً: “يُعامل العمال وأفراد مجتمعنا كمجرمين. هذا ظلم، ويجب علينا جميعًا الوقوف ضده”.

في المقابل، يعتبر الجمهوريون أن الإدارة الفيدرالية تتدخل لضبط الأمن ومنع الفوضى التي يغذيها التراخي المحلي في إنفاذ القانون.

على صعيد قانوني، أثار نشر الحرس الوطني جدلاً واسعً، فرغم أن صلاحيات الرئيس تتيح له ذلك تحت “قانون التمرد”، فإنها تُستخدم نادرًا وفي ظروف حرجة.

 وصرّح البروفيسور إروين تشيميرينسكي، عميد كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز” قائلًا: “إن استخدام الحكومة الفيدرالية للحرس الوطني دون موافقة حاكم الولاية، لقمع احتجاجات محلية، هو أمرٌ مخيف، و يعكس نية واضحة لقمع المعارضة باستخدام أدوات الدولة العسكرية”.

وأضاف: “ما نشهده اليوم هو رسالة مخيفة من الإدارة الفيدرالية حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات الشعبية.. هذا ليس أمنًا، هذا تخويف ممنهج”.

ومن المتوقع، وفق وسائل إعلام أمريكية، أن تصل طلائع الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس خلال 24 ساعة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من مزيد من التصعيد والمواجهات.

تم نسخ الرابط