أزمات ترامب لا تنتهي.. احتجاجات وفوضى في لوس إنجلوس بسبب ترحيل المهاجرين

يبدو أن أزمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تنتهي، فبعد أيام قليلة من التراشق الحاد بينه وبين رجل الأعمال إيلون ماسك، والذي أثار جدلًا واسعًا وأضرّ بصورته العامة، اندلعت احتجاجات حاشدة في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، رفضًا لحملته المتجددة على الهجرة غير الشرعية، بحسب ما أفادت به صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”.
أزمات ترامب لا تنتهي
وأعلنت إدارة ترامب أنها ستنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس، بعد يوم ثانٍ من المواجهات بين المتظاهرين ووكلاء الهجرة أثناء مداهمات استهدفت شركات محلية، وفقًا للصحيفة.
وتُعدّ هذه الخطوة تصعيدًا كبيرًا في الحملة الفيدرالية ضد الهجرة غير القانونية، وتأتي وسط مخاوف متزايدة من جانب المسؤولين المحليين في كاليفورنيا.
وسبق أن نُشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس خلال اضطرابات كبرى، أبرزها احتجاجات عام 2020 بعد مقتل جورج فلويد، وأعمال الشغب عام 1992 عقب محاكمة رودني كينغ.
مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة
وقد شهدت المدينة مؤخرًا مواجهات عنيفة أثناء مداهمات الهجرة، تركزت في مناطق مثل متجر “هوم ديبوت” في باراماونت، ومنطقة الأزياء، والمركز المدني.
وأشارت جيسيكا ليفينسون، أستاذة القانون في كلية لويولا، إلى أن نشر الحرس الوطني في الماضي كان يتم بطلب من حكومة الولاية وبشكل منسق، بخلاف ما يحدث الآن.
في المقابل، قال إروين تشيميرينسكي، عميد كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن للرئيس ترامب صلاحية الاستناد إلى قانون التمرد لعام 1807 لتحويل الحرس الوطني إلى قوة فيدرالية لقمع “التمرد أو العنف الداخلي أو المؤامرات التي تعيق تنفيذ القوانين”.
إلا أنه عبّر عن قلقه من هذه الخطوة، قائلًا: “عادةً ما يتم هذا النوع من الانتشار في ظروف طارئة واستثنائية… أما في هذه الحالة، فيبدو أنه رد فعل متسرّع، وقد يُفهم على أنه رسالة ترهيب موجهة إلى المتظاهرين”.
وفي حادثة وُصفت بأنها الأخطر منذ بدء الاحتجاجات، تجمع عشرات المحتجين يوم السبت قرب متجر “هوم ديبوت” في شارع ألوندرا بمنطقة باراماونت، في مظاهرة بدأت بسلمية وانتهت باشتباكات مع الوكلاء الفيدراليين.
رفع المتظاهرون شعارات مثل “ارحلوا يا شرطة الهجرة والجمارك” و”لا عدالة، لا سلام”، ثم تصاعد التوتر مع استخدام القنابل الصوتية وكرات الفلفل من جانب العملاء الفيدراليين.
وتطوّر الأمر بعد أن قام بعض المحتجين برشق سيارات الشرطة بالحجارة، واستخدم أحدهم سيارته للاندفاع نحو الضباط، مما دفعهم للرد بقنابل صوتية.
وبحلول الرابعة مساءً، أعلنت السلطات أن التجمع غير قانوني، ووجّهت تحذيرات بالإسبانية والإنجليزية تطلب من المحتجين مغادرة المكان.
وأفاد شهود عيان بإصابة أحد المتظاهرين، في حين أعلنت قوات حرس الحدود عن إصابة أحد عناصرها أيضًا.
وفي السابعة مساءً السبت، تجمّع نحو 100 متظاهر قرب الطريق السريع 710، حيث تصاعدت حدة الاشتباكات، وقام أحدهم بإشعال النار في مركبة.
وردت الشرطة بإطلاق قنابل الفلفل وتوجيه أوامر بالتفرّق.
وفي بيان لاحق، قال مأمور المدينة: “نستعد للتعامل مع اضطرابات مدنية طويلة الأمد، ونعمل بالتنسيق مع شركائنا في جهات إنفاذ القانون”.
وأعلنت الشرطة في الساعة الثامنة مساءً اعتقال شخصين بتهمة الاعتداء على ضابط، أحدهما يُشتبه في استخدامه زجاجة مولوتوف، مما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمن بجروح طفيفة.
ولم تُسجّل اعتقالات أخرى حتى ذلك الحين، إلا أن المدعي العام الأمريكي بيل إسايلي صرّح على منصة X أن العملاء الفيدراليين ألقوا القبض على أكثر من 12 شخصًا بتهمة “إعاقة تطبيق القانون الفيدرالي”.
وأضاف: “سنواصل اعتقال كل من يعرقل تنفيذ القانون”.
ولم تُدلِ وزارة الأمن الداخلي بأي تعليق بشأن الاعتقالات حتى الآن.
إدارة ترامب تتوعد بإتخاذ إجراءات صارمة
وفي وقت سابق من السبت، قال توم هومان، المعروف بلقب “قيصر الحدود” في إدارة ترامب، إن الحكومة الفيدرالية تتخذ إجراءات صارمة ضد الاضطرابات، وأكّد أن الحرس الوطني سيُنشر في المدينة مساء السبت.
بينما صرّحت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، عقب هذا الإعلان، قائلة: “تمر مدينتنا بمرحلة عصيبة، وبينما نحاول التعافي من كارثة طبيعية غير مسبوقة، يشعر كثيرون بالخوف بسبب الإجراءات الفيدرالية الأخيرة لتطبيق قوانين الهجرة في أنحاء المقاطعة”.
وأضافت: “التقارير الواردة عن اضطرابات خارج المدينة، خصوصًا في باراماونت، تثير قلقًا بالغًا”.
واختتمت بالقول: “لقد تواصلنا مباشرة مع المسؤولين في واشنطن، ونعمل عن كثب مع وكالات إنفاذ القانون لإيجاد أفضل السبل للمضي قدمًا”.