عاجل

في زيارة تاريخية لتعميق العلاقات.. وزير الخارجية الإيراني يزور القاهرة غداً

عراقجي وبدر عبد العاطي
عراقجي وبدر عبد العاطي

من المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة يوم الاثنين لإجراء محادثات تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية، ومن المتوقع أن تتصدر الحرب الدائرة في غزة جدول أعمالها.

في أول زيارة من نوعها منذ سنوات

ووفقًا لمصادر دبلوماسية إيرانية، سيجري عراقجي مباحثات حول "سبل تطوير العلاقات الثنائية والنهوض بها، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية في غزة".

وتمثل هذه الزيارة خطوة مهمة في مساعي طهران الدبلوماسية الأوسع لتطبيع العلاقات مع عواصم إقليمية رئيسية، بعد تقاربها مع المملكة العربية السعودية العام الماضي.

وأفادت المصادر نفسها أن عراقجي سيطلع المسؤولين المصريين أيضًا على تقدم المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، التي توسطت فيها عُمان منذ 12 أبريل. وأضاف أحد المصادر أن "وزير الخارجية الإيراني قد يزور دولة أو دولتين أخريين في المنطقة في إطار سياسة إيران الرامية إلى تعزيز العلاقات والتعاون مع دول المنطقة".

لطالما شاب العلاقات المصرية الإيرانية حالة من التوتر، حيث قُطعت العلاقات الدبلوماسية الكاملة عام 1980 بعد أن عقد الرئيس المصري آنذاك أنور السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل ووفر ملاذًا آمنًا لشاه إيران المخلوع.

ومع ذلك، شهدت العلاقات تحسنًا تدريجيًا، لا سيما منذ الانفراج الإيراني السعودي عام 2023. تحتفظ إيران ومصر حاليًا بقسمين لرعاية المصالح بدلًا من السفارات، وقد أشارت الاجتماعات رفيعة المستوى الأخيرة إلى تحول محتمل.

وزار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان القاهرة في يناير لحضور قمة الدول الإسلامية النامية. 

وفي تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني في 19 مايو، قال عراقجي: "علاقاتنا مع مصر الآن أوسع بكثير من ذي قبل. التقى الرئيسان عدة مرات، والتقى وزيرا الخارجية ما يقرب من عشر مرات. وتستمر الاتصالات الهاتفية بيننا بانتظام".

وأضاف: "فيما يتعلق بإقامة علاقات رسمية، لا يزال هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به. هناك حاجة إلى مزيد من تدابير بناء الثقة. كما يجب تهيئة الظروف المناسبة على أرض الواقع وفي المنطقة. 

وبشكل عام، أعتقد أن المسار الذي بدأ في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي كان إيجابيًا للغاية، ويستمر حتى يومنا هذا، حيث تتضح نتائجه تدريجيًا".

تأتي زيارة القاهرة في ظل جهود إيرانية أوسع نطاقًا لإعادة ترسيخ حضورها في المنطقة، بما في ذلك المبادرات الدبلوماسية الأخيرة تجاه البحرين.

وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أن تجديد العلاقات مع مصر قد يكون بمثابة منصة لتنسيق إقليمي أوسع، وربما للتقارب مع القوى الغربية في ظل العقوبات المُشلّة.

تم نسخ الرابط