عاجل

رجل بألف.. قصة المهاجر إلى الله ورسوله المقداد بن عمرو 

المقداد بن عمرو 
المقداد بن عمرو 

يقدم موقع «نيوز رووم» في ثالث أيام شهر رمضان المبارك لعام 2025 م/1446 هـ، قصة الصحابي الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه، والذي عرف بأنه رجل بألف فارس فما هي حكايته؟

قصة المهاجر إلى الله ورسوله المقداد بن عمرو 

المقداد بن عمرو بن ثعلبة، وينسب إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري، وكان الأسود قد تبناه حتى نزل قوله تعالى: مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ، وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ الَّتِي تُظهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى السبيل ادْعُوهُمْ لِآبَابِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا ءَابَاءَهُمْ فَإِخْوَنُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَلِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ، وَلَكِنما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [الأحزاب]

جاء في ترجمة «شجرة النور الزكية في طبقات المالكية» أنه هو أبو الأسود المقداد بن عمرو بن ثعلبة الحضرمي تبناه الأسود واشتهر بذلك فلما نزلت {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} قيل له المقداد بن عمرو. أسلم قديماً وهاجر الهجرتين وشهد بدراً وما بعدها وكان فارساً يوم بدر ولم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره. 

روى الترمذي مرفوعاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "إن الله عزّ وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم والمقداد وأبو ذر وسلمان" شهد فتح مصر وهو أحد الرجال الأربعة الذين بعثهم عمر مدداً لمصر وقال الواحد منهم مقام الألف مسلمة والمقداد والزبير وعبادة بن الصامت، مات سنة 33 هـ.

وفي «سير النابغين من الصحابة والتابعين» فقد تزوج المقداد من ضباعة بنت الزبير وكان المقداد من السابقين الأوائل إلى الدين الحنيف ونال نصيبه من أذى قريش وعدوانها. وحين هاجر المسلمون إلى الحبشة كان المقداد في عدادهم، بعد أن طمأنهم رسول الله أن فيها ملكًا لا يُظلم على أرضه أحد؛ وهناك عاش المهاجرون في أكرم دار، وخير جوار، ثم عاد المقداد إلى مكة بعد أن علم بإسلام أهلها.

ولما أذن رسول الله لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، خرج المقداد مهاجرًا، وأقام ينتظر مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها.

شجاعته في الغزوات 

حين علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشًا قد خرجت إلى بدر لقتال المسلمين شاور أصحابه في الخروج، فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه . فتكلم وأحسن، ثم نهض عمر - رضي الله عنه- فقال فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض لما أمرك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿قَالُوا يَمُوسَىٰ إِنَّا لَن نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَهُنَا فَعِدُونَ [المائدة]؛ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد – يعني مدينة الحبشة - لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله خيرا، ودعا له بخير.

وصفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه رجل بألف فارس حين قال لعمرو بن العاص حينما سأله المدد في فتح مصر: «بعثت لك علي رأس كل ألف جندي من 4 آلاف رجل بألف رجل»، وهؤلاء هم: «عبادة بن الصامت، المقداد بن الأسود، مسلمة بن مخلد، الزبير بن العوام».

البطل المحنك

كان المقداد خبيرًا بأفانين القتال، ولذلك ما كان يهاب لقاء الأبطال، وكان يتمتع بالحنكة، والذكاء، والحكمة، قال له رجل يومًا: طوبي لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله ، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت، فأقبل عليه المقداد وقال ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدًا غيبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟ والله لقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوامًا كبهم الله - عز وجل – على مناخرهم في جهنم، أولا تحمدون الله الذي جنبكم مثل بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم؟!. حقا! لقد كان المقداد نافذ البصيرة، فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس وشهدوا معجزاته، وظلوا على شركهم مقيمين، وعلى رأسهم أبو جهل أشقى المشركين.

كان المقداد - رضي الله عنه - و الله عنه - واحدًا من أحباب رسول الله، فقد أخرج الترمذي عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله: «إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، قيل: يا رسول الله، سمهم لنا قال: عليَّ منهم - يقول ذلك ثلاثًا - أبو ذر، والمقداد، وسلمان؛ أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم». روى المقداد ثمانية وأربعين حديثا عن النبي، وأدركته الوفاة في الجرف، فنقل إلى المدينة، ودفن فيها.

تم نسخ الرابط