عاجل

خطيب الإسلام.. من هو ثابت بن قيس ولماذا سمي بصاحب البشارتين؟

 ثابت بن قيس
ثابت بن قيس

امتدح القرآن الكريم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبهت السنة النبوية المطهرة على عظم مكانتهم وفضلهم، ونحن مع أول أيام شهر رمضان المعظم لعام 2025 م /1446 هجريًا، يسلط موقع "نيوز رووم" الضوء على غيض من فيض من سير هؤلاء العظماء والنبلاء لنهتدي ببعض أفعالهم، حيث قصة ثابت بن قيس.

من هو الصحابي وما هو فضله؟ 

جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه»، وفي التقرير التالي نرصد ما جاء عن الصحابي الجليل ثابت بن قيس رضي الله عنه خطيب الإسلام.

وقبل أن نتعمق في سيرة ثابت بن قيس ينبغي أن يعلم المسلم أنه جاء في تعريف الصحابي؛ لغة: قال الفيروز آبادي: صحبه كسمعه، صحابة ويكسر، وصحبه: عاشره، وهم أصحاب وأصاحيب وصحبان وصحاب وصَحابة وصِحابة وصَحب، واستصحبه: دعاه إلى الصحبة ولازمه. (القاموس المحيط).

بينما اصطلاحًا: قال ابن حجر –رحمه الله-:(وأصح ما وقفت عليه من ذلك، أن الصحابي من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته له أو قصرت، من روى عنه أو لم يرو عنه، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى). ويدخل في تعريف الصحابي: كل من اجتمع بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو حكما، كالصبي في المهد، وأيضا من اجتمع به - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ثم ارتد، ثم آمن ومات على الإيمان.

من هو ثابت بن قيس؟

ثابت بن قيس بن الشماس، يكنى أبو عبد الرحمن أو أبو محمد، خزرجي، أنصاري، اشتهر بخطيب الإسلام وخطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وأمه هند الطائية، وقيل: بل كبشة بنت واقد بن الإطنابة، وإخوته لأمه عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، فولدت له محمدًا.

قال ابن إسحاق: قيل: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عمار، وقيل: بل المؤاخاة بين عمار وحذيفة. وكان جهير الصوت، خطيبًا، بليغًا.

خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان حسان بن ثابت الشاعر يقول: لما قدم وفد بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم قصدوا مسجده الشريف، ووقفوا ينادونه من وراء حجراته حتى يخرج إليهم ليحدثوه فآذاه ذلك، فنزل قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يعْقِلُونَ).

فلما خرج رسول الله إليهم قالوا يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا بالكلام قال: قد أذنت لخطيبكم فليقل فوقف خطيبهم عطارد بن حاجب، فتكلم وافتخر بقومه، فلما انتهى قال رسول الله لثابت بن قيس: قم فأجب الرجل في خطبته»، وحين فرغ أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر تميم الزبرقان بن بدر وكان حسان بن ثابت غائبًا، فأرسل إليه، فلما فرغ الزبرقان قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان: «قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال، فلما فرغ حسان بن ثابت من قوله وقف الأقرع بن حابس وقال: إن هذا الرجل لمؤتى له - أي لموفق – لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أجلى من أصواتنا، فارتفعت أصواتهم، وكثر اللغط فيهم، فنزل قوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ۝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ۝ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ »[ الحجرات: ١ - ٣]، وأسلم القوم جميعا، فأحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ووصلهم ببعض الهدايا، ثم انصرفوا إلى ديارهم.

بشرتان بدخول الجنة 

جاء في «سير النابغين من الصحابة والتابعين» أنه حين سمع ثابت هاتين الآيتين فزع، واعتراه خوف شديد جعله يلزم بيته، ويتخلف عن مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان يحرص عليها، وأصبح لا يغادر بيته إلا لأداء الفريضة، وافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «من يأتيني بخبره؟» فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله. فلما ذهب إليه وجده حزينًا مهتمًا، فسأله عن السبب، فقال: أنا صاحب صوت مرتفع وأخشى بعد ما سمعت تلك الآيات من أن يحبط عملي من غير أن أشعر، فأكون من أصحاب النار، وحين أخبر الرجل النبي صلى الله عليه وسلم بما قاله ثابت؛ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة». رواه البخاري.

وفي البشارة الثانية ورد أنه لما قرأ ثابت قول الله تعالى: وَلَا تُصَعِرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: ١٨] أغلق عليه بابه ولزم بيته، وأخذ يبكي، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسل في طلبه، وحين سأله عن سبب غيابه قال: يا رسول الله، إنما أنا امرؤ أحب الجمال، وأحب أن أسود قومي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لست منهم، بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدًا، وتدخل الجنة سعيدًا بشريان بدخول الجنة فاز بهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهنيئا له !!.

تم نسخ الرابط