رفيق النبي في الجنة .. قصة ربيعة بن كعب رضي الله عنه

يواصل موقع «نيوز رووم» سلسلة الصحابة في رمضان والتي يعد بطلها اليوم في ثاني أيام شهر رمضان المبارك لعام 1446 هجري/ 2025 ميلادي، هو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة فمن هو ربيعة بن كعب وما قصته؟
من هو ربيعة بن كعب وما قصته؟
ربيعة بن كعب الأسلمي هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهو من أهل الصفة أيضا، لما بايع ربيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شعر كأنه سلمه قلبه ولم يعد بوسعه أن يفارقه، لأن الحياة بغير قلب أمر مستحيل.
فكر ربيعة فيما يصنعه فبدا له أن يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمته ليحيا بقربه وينعم بحبه، ولما أبدى له رغبته، وافق عليها في الحال، وأصبح ربيعة كالظل يسير معه أينما سار، لا يفارقه في ليل ولا نهار، فإذا أراد الصلاة أتاه بوضوئه، وإذا احتاج شيئًا لم يؤخره عنه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغمط لأحد حقا، ولا ينسى معروفًا أسدي إليه، بل يجزي صاحبه في وقته، أو يؤجله إلى أجل غير بعيد، ولكن ما الذي يمكن أن يكافئ به ربيعة؟
رفيق النبي في الجنة
جاء في «سير النابغين من الصحابة والتابعين»، أنه رأى صاحب الخلق العظيم أن يشاوره فعسى أن تكون له رغبة ما فيساعده في إدراكها، ونادى عليه، فسارع يلبي قائلاً: لبيك يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سلني شيئًا أعطه لك»، فقال ربيعة: أمهلني يا رسول الله حتى أنظر في أمري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا بأس عليك».
ربيعة بن كعب .. رجل من أهل الصفة
كان ربيعة بن كعب من أهل الصفة دارهم المسجد، وطعامهم وشرابهم ولباسهم على المحسنين، وكان رسول الله يخصهم بما يصله من الصدقات، ولا يبخل عليهم ببعض ما يهدى إليه؛ وفكر ربيعة فيما يطلب فوجد أن الدنيا برمتها إلى زوال، والزوج والولد سبيلهما الموت، والمال ينفد إما بإنفاقه أو بهلاكه، ثم رأى أن من الخير له أن يطلب شيئًا لا يبلغه الفناء، ولا يناله العدم، ولما وصل إلى قراره أتى رسول الله، وقال له: أريد أن تدعو الله لي أن أكون رفيقك في الجنة!.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أوصاك بذلك؟» فقال: نظرت في الدنيا ومتاعها فوجدتها فانية، وفكرت في الآخرة فرأيتها باقية، فقلت لنفسي: أدع ما يفنى وآخذ ما يبقى، وبدا لي أن أسألك ما أخبرتك به، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو غير ذلك يا ربيعة قال: لا أسألك إلا الذي سألت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أعني على نفسك بكثرة السجود وبادر ربيعة إلى تنفيذ ما أمره به رسول الله، وزاد وتيرة عبادته، وراح يتقرب إلى الله بالنوافل كما وجد إلى ذلك سبيلاً.