وظفت الهنود.. انهيار شركة برمجيات كبرى بسبب الاستغناء عن الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي بات كلمة السر في نجاح كبرى الشركات حول العالم، لكن المفاجأة الصادمة هذا الأسبوع جاءت من قطاع البرمجيات، حيث أعلنت إحدى أكبر شركات التقنية العالمية إفلاسها بعد أشهر قليلة فقط من قرارها الاستغناء عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، والاعتماد بدلًا منها على فرق بشرية، أغلبها من جنسيات آسيوية. القرار الذي بدا في البداية وكأنه خطوة نحو "بشرنة" التقنية وتحقيق وفر مادي، تحوّل إلى كابوس مالي وسمعة متدهورة.
شركة برمجيات تسرح أكثر من نصف عمالها
الشركة، التي كانت في طليعة مطوري البرمجيات المؤسسية، قررت في نهاية العام الماضي تسريح أكثر من 60% من فرق الذكاء الاصطناعي التي كانت تدير عمليات الأتمتة وتحليل البيانات وتطوير واجهات التفاعل. وبدلًا منها، تم التعاقد مع مئات من المهندسين البشريين من الهند وعدة دول آسيوية، بدافع خفض التكاليف وتحقيق "تحكم بشري أفضل"، على حد تعبير الإدارة. لكن النتيجة كانت مغايرة تمامًا، حيث ظهرت مشاكل في الكفاءة وسرعة التطوير ودقة النتائج، خاصة في ظل المنافسة مع شركات أخرى ضاعفت استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقارير فنية، فقد ارتفعت معدلات الأخطاء البرمجية بنسبة 45%، فيما انخفضت الإنتاجية بنحو الثلث خلال الربع الأول من العام. في منتصف هذه الفوضى، بدأ العملاء الكبار في فقدان الثقة، مما أدى إلى إلغاء عقود ضخمة وتحقيق خسائر تجاوزت مليار دولار في أقل من 6 أشهر. التقارير تؤكد أن غياب الذكاء الاصطناعي عن خطوط الإنتاج ساهم في إبطاء عمليات التطوير والتحديث، التي كانت تتم في السابق تلقائيًا وبدقة عالية، ما أظهر التفاوت الواضح بين الأداء البشري والآلي.
وتقول مصادر من داخل الشركة إن القرار تم اتخاذه بناءً على ضغوط خارجية تطالب بالحد من الاعتماد الكلي على الآلة، لكن التنفيذ جاء فوضويًا، دون مراعاة لحجم العمليات أو التحديات التقنية المعقدة. في منتصف هذا المشهد، لم تفلح محاولات إنقاذ الشركة، رغم استدعاء استشاريين عالميين وإعادة هيكلة الإدارة. عامل الوقت كان حاسمًا، والأسواق كانت أسرع من أن تنتظر نتائج التغيير.
ومع أن الشركة حاولت مؤخرًا العودة إلى استخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمات الدعم الفني وتحليل البيانات، إلا أن الوقت كان قد فات، وسُمعة العلامة التجارية تضررت بشكل بالغ، ما أدى إلى هبوط أسهمها بنسبة تجاوزت 80%، ثم إعلان إفلاسها رسميًا أمام المحكمة الاقتصادية الدولية.
هكذا، يتحول درس هذا الانهيار إلى تحذير شديد اللهجة: التراجع عن الذكاء الاصطناعي في عالم تقوده الخوارزميات ليس فقط مقامرة، بل قد يكون وصفة مؤكدة للانهيار.