خبير تكنولوجيا يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي ويؤكد على ضرورة الحوكمة

حذر أنطونيوسيوس ميخائيل، خبير تكنولوجيا المعلومات، من المخاطر المتزايدة للذكاء الاصطناعي، مشيراً الي التحديات التي تواجه الدول في ظل التطور السريع لهذه التكنولوجيا، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا رغم فوائدها الكبيرة تحمل أخطارًا جسيمة إذا لم يتم التحكم فيها بشكل أخلاقي وقانوني.
وأوضح :في مداخلة هاتفية لقناة “النيل للاخبار ” ، أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على خوارزميات ومنظومات معقدة تتعامل بالمنطق المجرد دون مراعاة للأخلاقيات أو القوانين الإنسانية.
وأضاف: الذكاء الاصطناعي يحلل البيانات بمنطق مطلق لا يعرف الحدود، مما يجعله أداة قوية في التأثير على البشر، خاصة في غياب الرقابة.
وأشار إلى دراسة أجراها المعهد الفيدرالي السويسري شملت 900 مشارك، حيث تبيّن أن نسبة إقناع البشر بعضهم البعض بلغت 17% فقط، بينما نجح الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT) في إقناع 64% من المشاركين، مما يكشف فجوة خطيرة في القدرة على التلاعب بالرأي العام.
استغلال نقاط الضعف البشرية
حذر الخبير من أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل سلوكيات المستخدمين واستغلال نقاط ضعفهم النفسية والاجتماعية، قائلًا: "إذا تمكن الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى بياناتك وسلوكياتك، سيعرف كيف يقنعك بالانضمام إلى مجموعات متطرفة أو مواقع غير أخلاقية، لأنه يتعامل معك بمنطق بحت دون ضوابط".
وتساءل"ماذا سيحدث عندما يصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على إدارة نفسه دون تدخل بشري؟" مشيرًا إلى أن غياب الحوكمة قد يؤدي إلى كوارث أمنية واجتماعية.
مصر والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي2025
وكشف ميخائيل ، عن محاور الاستراتيجية الثانية للذكاء الاصطناعي في مصر (2025)، والتي ركزت على ضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التكنولوجيا، مقدما ثلاث توصيات أساسية للمواطنين منع الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى البيانات الشخصية عبر ضبط إعدادات الخصوصية، زيادة الوعي باستخدام الذكاء الاصطناعي واختيار النماذج الآمنة، بالاضافة الي اتباع إرشادات الحكومة في التعامل مع هذه التكنولوجيا.
وأكد الخبير أن النماذج الحالية (مثل ChatGPT وGemini) مصممة وفقًا لأجندات سياسية وثقافية تختلف من منطقة إلى أخرى، داعيًا إلى تطوير ذكاء اصطناعي عربي مصري يحمي الهوية ويقلل الاعتماد على النماذج الأجنبية.
وأشار إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تدعم مبادرات الشباب في هذا المجال متوقعًا ظهور نماذج محلية قوية خلال العام الجاري، لكنه شدد على أن التحدي الأكبر هو "كيفية حوكمة هذه التكنولوجيا قبل فوات الأوان".
واختتم ميخائيل حديثه بالتشديد على أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، قائلًا:التكنولوجيا ليست شرًا في حد ذاتها، لكن سوء استخدامها قد يدمر المجتمعات".،داعيا الحكومات والأفراد إلى التعامل بحذر مع هذه الثورة قبل أن تتحول إلى كابوس.