عاجل

أيهما أفضل: الأضحية أم التصدق بثمنها؟..دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي والتفاصيل

الأضحية في وقتها
الأضحية في وقتها أفضل من التصدق

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يكثر التساؤل بين المسلمين حول الأفضل: هل الأضحية أفضل أم التصدق بثمنها؟، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البعض، والاحتياج المتزايد لدى فئات كثيرة من الناس. وفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا شرعيًا يوضح الحكم التفصيلي في هذه المسألة الهامة التي تهم كل بيت مسلم.

دار الإفتاء: الأضحية في وقتها أفضل من التصدق بثمنها

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال عبر موقعها الرسمي، جاء نصه: "هل الأضحية أفضل أم التصدق بثمنها؟"، لتؤكد الدار أن الأضحية في وقتها الشرعي أفضل من التصدق بثمنها، وذلك وفقًا لما استقر عليه رأي جمهور الفقهاء، مشيرة إلى أن الأضحية عبادة سنّها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولها منزلة عظيمة في الشريعة الإسلامية.

وأكدت دار الإفتاء أن التصدق بثمن الأضحية لا يغني عنها في حال توفرت القدرة على شرائها وذبحها، لأن الأضحية شعيرة دينية لها مقاصد تعبّدية لا تتحقق بمجرد التصدق بالمال.

متى تكون الصدقة أفضل من الأضحية؟

مع ذلك، أوضحت الدار أن الأمر قد يختلف في غير وقت الأضحية، أو في الحالات التي يكون فيها الفقراء في حاجة ماسة للطعام والمأوى. ففي هذه الأحوال، قد تكون الصدقة أرجح وأعظم نفعًا للفقراء والمحتاجين من ذبح الأضاحي، خاصة إذا كان المال المخصص للأضحية سيؤدي إلى حرمان الفقير من حاجاته الأساسية.

وقالت دار الإفتاء: "لا معنى من حبس المال عن الفقير من أجل شراء أضحية، خاصة إن كان محتاجًا للطعام والمأوى وما يلزمه"، وهو ما يدل على أهمية مراعاة الأحوال الاجتماعية والاقتصادية عند اتخاذ قرار الأضحية أو التصدق.

ما هي الأضحية في الإسلام؟.. المفهوم اللغوي والاصطلاحي

شرحت دار الإفتاء مفهوم الأضحية لغويًا وشرعيًا، موضحة أن الأضحية مأخوذة من "الضحى"، وهي تطلق على ما يُذبح من الأنعام تقربًا إلى الله تعالى. وقد سُميت بذلك نسبة إلى الوقت الذي تذبح فيه، وهو وقت الضحى في يوم النحر، وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.

أما اصطلاحًا، فالأضحية هي: "ما يُذبح من بهيمة الأنعام (الإبل، والبقر، والغنم) تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر بشروط مخصوصة". وهذا ما أشار إليه كبار علماء الفقه في كتبهم مثل "مغني المحتاج" و"الهداية" و"الروض المربع".

واستدلت الدار بقول الله تعالى في سورة الحج، الآية 34، "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"، وهذا يدل على أن الأضحية شعيرة قائمة على نوع محدد من الذبائح.

حكم الأضحية عند المذاهب الفقهية الأربعة

تناولت دار الإفتاء آراء الفقهاء في حكم الأضحية، وأوضحت أن هناك اختلافًا بين المذاهب الفقهية الأربعة:

الحنفية: يرون أن الأضحية واجبة على المسلم المقيم القادر ماديًا، وهو رأي مرجح عندهم بناءً على النصوص الشرعية.

المالكية والشافعية والحنابلة: يرون أن الأضحية سنة مؤكدة على القادر، وهي سنة نبوية مستحبة بشدة، يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها.

وهذا الاختلاف يعكس مرونة الفقه الإسلامي في التعامل مع قدرات المسلمين وواقعهم المعيشي، ويؤكد على أن الأصل في العبادات هو الرحمة والتيسير، وليس المشقة والعنت.

من يُعفى من الأضحية؟ وما هي شروطها؟

وفقًا للفقهاء، فإن الأضحية لا تجب على:

  • الفقير غير القادر على الشراء.
  • المسافر.
  • من لا يملك مالًا فاضلًا عن حاجاته الأساسية.

أما شروط الأضحية الشرعية فهي:

  • أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم).
  • أن تبلغ السن المطلوب: جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره.
  • أن تكون سليمة من العيوب.
  • أن تُذبح في الوقت الشرعي (من بعد صلاة العيد وحتى مغرب اليوم الثالث من أيام التشريق).
  • أن تُذبح بنية القربة إلى الله.

هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟ وماذا عن توزيعها؟

أجابت دار الإفتاء في فتاوى سابقة عن حكم الاشتراك في الأضحية، وبيّنت أنه:

  • يجوز الاشتراك في الإبل والبقر بين سبعة أفراد.
  • أما الغنم فلا يجزئ فيها الاشتراك، وتُذبح عن فرد واحد فقط.

أما عن توزيع الأضحية، فيُستحب أن تُقسم إلى ثلاثة أثلاث:

  • ثلث لصاحب الأضحية وأهل بيته.
  • ثلث يُهدى.
  • ثلث يُتصدق به على الفقراء.

الأضحية شعيرة عظيمة لا تُعوض بالمال

في النهاية، يتضح من بيان دار الإفتاء المصرية أن الأضحية في وقتها الشرعي لها فضل عظيم لا يغني عنه التصدق بثمنها، ما دامت قدرة المسلم متوفرة، وكان الفقير في غير حاجة مُلحة إلى المال. لكن في الحالات الإنسانية والظروف الاقتصادية القاهرة، فإن الصدقة قد تكون أولى وأكثر نفعًا، خاصة إن كانت تساهم في سد حاجات ضرورية للفقراء والمساكين.

إذن، إن كنت قادرًا على الجمع بين الاثنين، فافعل، وإن لم تستطع، فوازن بين الأمرين بما يُرضي الله ويراعي حاجات من حولك.

تم نسخ الرابط