عاجل

أول جمعة من ذي الحجة.. دعاء قضاء الحاجة سريع الاستجابة

دعاء قضاء الحاجة
دعاء قضاء الحاجة

في اليوم الثالث والجمعة الأولى من ذي الحجة يكثر المسلمون من البحث عن دعاء قضاء الحاجة وتفريج الكروب لما في هذه الأيام المباركة من خير كثير سائلين الله عز وجل أن يعيد علينا هذه الأيام بالخير واليمن والبركات.

مع إشراقة أول جمعة من شهر ذي الحجة، تتسابق القلوب المؤمنة لاغتنام أيام هي من أعظم مواسم الطاعة، وأشرف محطات القرب من الله. وفي ظل ما تحمله هذه الأيام من بركات وأجور مضاعفة، يبحث كثيرون عن دعاء قضاء الحاجة سريع الاستجابة، مستندين في ذلك إلى ما ورد عن النبي محمد ﷺ من أحاديث، وإلى ما دلّت عليه آيات القرآن الكريم من أوقات فاضلة وأدعية مأثورة.

 

ما فضل أول جمعة من ذي الحجة؟

فأول جمعة من ذي الحجة ليست كغيرها من الجمع، بل تلتقي فيها فضيلتان عظيمتان: فضل الجمعة، وفضل عشر ذي الحجة، ما يجعلها فرصة ذهبية للدعاء، والرجاء، وتحقيق الأمنيات المؤجلة.

ما أبرز الأدعية المستحبة لقضاء الحاجة؟

“اللهم إني أسألك بأنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تقضي حاجتي”
(رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح)

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

“اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال”
(رواه البخاري)

اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم”

دعاء الحاجة كما ورد في السنة

عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:

“من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحدٍ من بني آدم، فليتوضأ، فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليصلِّ على النبي ﷺ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين…”
ثم يسأل حاجته
(رواه الترمذي)

وهذا الحديث أصل في ما يُعرف عند العلماء بـصلاة الحاجة، وهي ركعتان يُدعى بعدهما بهذا الدعاء العظيم، وهي وسيلة مشروعة لطلب الفرج.

دعاء قضاء الحاجات
دعاء قضاء الحاجات

ما فضل عشر ذي الحجة.. وأهم الأعمال المستحبة فيها؟

يبدأ فضل هذه الأيام من قول الله تعالى:

“وَالْفَجْرِ ۝ وَلَيَالٍ عَشْرٍ”
(سورة الفجر: 1–2)

وقد فسّر جمهور المفسرين الليالي العشر بأنها عشر ذي الحجة، وهي الأيام التي قال عنها النبي ﷺ:

“ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”
(رواه البخاري)

أولا: الإكثار من الأعمال الصالحة عموما

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:

“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”
(رواه البخاري)

هذا الحديث النبوي يُبيّن أن كل عمل صالح – من صلاة، وذكر، وقراءة قرآن، وصيام، وصدقة – يُضاعف أجره بشكل استثنائي في هذه الأيام، أكثر من أي وقت آخر في السنة.

ثانيا: أداء فريضة الحج والعمرة

وهي أعظم الأعمال في هذه الأيام لمن استطاع إليها سبيلًا، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. ومن لم يستطع الحج، فله أن ينال الأجر بالمشاركة المعنوية والروحية عبر الصيام والذكر والعمل الصالح.

ثالثا: الصيام

وهو من أفضل القربات في هذه العشر، خصوصًا صيام يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة.
قال رسول الله ﷺ:

“صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده”
(رواه مسلم)

أما باقي الأيام، فيُستحب صيامها لمن استطاع، وقد ورد عن بعض نساء النبي ﷺ أنهن كنّ يصمن تسع ذي الحجة.

رابعا: الإكثار من الذكر والتكبير

قال تعالى:

“ويذكروا اسم الله في أيام معلومات”
(سورة الحج: 28)

وقد فسّر العلماء “الأيام المعلومات” بأنها أيام العشر، ويُستحب فيها الإكثار من:
• التهليل: لا إله إلا الله
• التحميد: الحمد لله
• التكبير: الله أكبر
• التسبيح: سبحان الله

ومن السنن المهجورة التي يُستحب إحياؤها: التكبير المطلق في البيوت والشوارع والمساجد طوال الأيام العشر، والتكبير المقيد عقب الصلوات من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق.

خامسا: الصدقة والإحسان

الإنفاق في هذه الأيام له فضل عظيم، سواء بإطعام المساكين، أو كفالة الأيتام، أو التبرع للمحتاجين. وقد قال ﷺ:

“الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”
(رواه الترمذي)

وما أجمل أن تُقرن الصدقة بالنية الصالحة في هذه الأيام المباركة، لتكون سببًا في رفع البلاء، وتيسير الأمور، ومضاعفة الأجر.

سادسا: تلاوة القرآن

القرآن هو كلام الله، وتلاوته عبادة من أعظم القربات. في هذه الأيام المباركة، يمكن للمسلم أن يخصص وقتًا يوميًا لتلاوة جزء أو أكثر، مع تدبر المعاني، ومحاولة العمل بما جاء فيه من أوامر ونواهٍ.

سابعا: صلاة النوافل

الإكثار من السنن الرواتب، وقيام الليل، وصلاة الضحى، كلها من وسائل القرب إلى الله.

قال النبي ﷺ:

“ما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه…”
(رواه البخاري)

ومن العبادات المهجورة: صلاة التسابيح، التي وصفها بعض العلماء بأنها تمحو الذنوب وتمتلئ أجورها.

ثامنا: التوبة والاستغفار

عشر ذي الحجة فرصة لتجديد العهد مع الله، ومحو الذنوب، وفتح صفحة جديدة.

قال الله تعالى:

“وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون”
(سورة النور: 31)

فمن كان مقصّرًا، فليبدأ من جديد. ومن كان عاصيًا، فباب التوبة مفتوح. ومن كان صالحًا، فليزد في صلاحه.

تاسعا: الأضحية لمن استطاع

الأضحية سنة مؤكدة، تُذبح بعد صلاة عيد الأضحى، تقربًا إلى الله تعالى، وتأسّيًا بسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي فدى الله ولده إسماعيل بذبح عظيم.

قال تعالى:

“فصلِّ لربك وانحر”
(سورة الكوثر: 2)

وتُوزّع الأضحية على الأقارب والفقراء، وتُعد مظهرًا من مظاهر التكافل الاجتماعي والإحساس بالآخرين.

عاشرا: قيام ليلة عرفة والدعاء فيها

ليلة عرفة من أعظم ليالي العام، والدعاء فيها مرجو الإجابة.

قال النبي ﷺ:

“خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”
(رواه الترمذي)

ويُستحب الدعاء فيها للأحياء والأموات، وسؤال الله كل الحاجات، فإنها من أرجى الليالي للقبول

فضل ذي الحجة
فضل ذي الحجة


ما فضل يوم الجمعة؟ .. ساعة إجابة لا تُرد

يوم الجمعة وحده يوم مميز عند المسلمين، وهو سيد الأيام، فيه خلق آدم، وفيه قُبض، وفيه تقوم الساعة، كما جاء في الحديث الشريف.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:

“فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه”
(رواه البخاري ومسلم)

وقد رجّح العلماء أن هذه الساعة المباركة تكون في آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس، وهي من أعظم أوقات الإجابة، ويستحب فيها الدعاء خصوصًا لقضاء الحاجات، والفرج، والرزق، والشفاء، والتوفيق.

كيف تغتنم أول جمعة من ذي الحجة بالدعاء؟


1. ابدأ يومك بالتوبة والنية الصادقة.
2. أحسن الوضوء وصلِّ ركعتين بنية الحاجة أو الضحى.
3. اقرأ سورة الكهف إن استطعت، فهي نور ما بين الجمعتين.
4. أكثر من الصلاة على النبي ﷺ، فهي مفتاح القبول.
5. اختر ساعة الإجابة (قبل المغرب بساعة)، واخلُ بنفسك، فارفع يديك وتوجه إلى الله بخشوع ويقين.
6. ادعُ بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة، وكرر الدعاء ثلاثًا، وكن موقنًا بالإجابة.

الدعاء لا يضيع.. فإما استُجيب، أو دُفعت به بلية، أو ادّخره الله لك

من المهم أن يتذكر كل مسلم أن الدعاء عبادة في حد ذاته، وهو دليل توكل العبد على الله، سواء استجاب الله له فورًا أو أخّر له الإجابة لحكمة يعلمها وحده.

قال رسول الله ﷺ:

“ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يُعجّل له دعوته، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”
(رواه أحمد)

وصايا نبوية في الدعاء:
• ابدأ بحمد الله والثناء عليه.
• ثم الصلاة على النبي ﷺ.
• ادعُ بإلحاح وصدق، وكرر الدعاء ثلاثًا.
• اختر أوقات الإجابة مثل بين الأذان والإقامة، وساعة الجمعة، والسجود.
• لا تستعجل الإجابة، وثق بكرم الله

تم نسخ الرابط