حكم تفويت صلاة الجمعة بدون عذر.. ذنب عظيم في انتظار صاحبها

في الوقت الذي تمتلئ فيه المساجد كل أسبوع بالمصلين يوم الجمعة، هناك فئة من المسلمين تتهاون في أداء هذه الفريضة العظيمة، بل ويتغافل البعض عنها عمدًا، إما بسبب الانشغال بالدنيا، أو الكسل، أو التسويف، مما يطرح سؤالًا مهمًا: ما حكم من يتعمد تفويت صلاة الجمعة؟
في هذا السياق، شدّد علماء الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية على أن صلاة الجمعة فرض عين لا يجوز لمسلمٍ مكلفٍ أن يتركها دون عذر شرعي معتبر، كمرض شديد أو سفر أو خوف حقيقي. أما الانشغال بأعمال الدنيا أو الكسل فليست أعذارًا شرعية، بل يدخل صاحبها في دائرة الإثم والمعصية.، معتبرين أن التهاون فيها قد يُعرض الإنسان لخطرٍ عظيم في دينه، ويُعد من علامات ضعف الإيمان
واستدل العلماء بقوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ” [الجمعة: 9]
فيما ورد في السنة النبوية التحذير الواضح والصريح من التهاون في أدائها، حيث قال النبي ﷺ:
“من ترك ثلاث جمع تهاونًا طبع الله على قلبه” – وهو ما فسره العلماء بأنه غلق لباب الهداية والرحمة عن هذا العبد.

ليست مجرد صلاة
صلاة الجمعة ليست مجرد بديل عن صلاة الظهر، بل هي شعيرة جامعة، يجتمع فيها المسلمون لسماع خطبة فيها التذكير والتوجيه والإصلاح، ثم يؤدون الصلاة جماعة، في أجواء من الروحانية والتكافل والتواصل.
وإذا فاتت الجمعة لعذر، تُصلى الظهر أربع ركعات، لكن لا ينال المسلم بذلك أجر الجمعة ولا تُسقط عنه الإثم إذا كان التفريط بغير عذر.
عاقبة الغفلة
يحذّر العلماء من أن التهاون المتكرر في أداء صلاة الجمعة قد يؤدي إلى فتور القلب، وضعف الارتباط بالدين، والانجرار إلى ترك بقية الفرائض. كما أن ذلك قد يكون علامة على الغفلة، ويعرض الإنسان للطبع على قلبه كما جاء في الحديث الشريف.
دعوة للتوبة والعودة
الخلاصة التي يجمع عليها أهل العلم أن صلاة الجمعة شعيرة لا يجوز التهاون بها، وتركها عمدًا من الكبائر التي توجب التوبة الصادقة والندم. وهي فرصة أسبوعية لتجديد العهد مع الله، ومراجعة النفس، وتزكية القلب.
فالمؤمن الحق هو من يعظّم ما عظّمه الله، ويحرص على أداء فرائضه في وقتها، لا سيما ما كان منها بهذا القدر من الأهمية والمكانة
“تحذير نبوي شديد”
الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أوضح في تصريحاته أن ترك صلاة الجمعة عمدًا دون سبب مشروع يُعد من الكبائر التي ورد فيها الوعيد الشديد، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“من ترك ثلاث جمع تهاونًا طبع الله على قلبه” – رواه أبو داود والنسائي.
وأضاف: “طبع القلب هنا يعني أن يُغلق على الهداية، ويُحرم نور الإيمان، والعياذ بالله.”
كما بيّن ممدوح أن الأعذار المقبولة لترك الجمعة هي المرض الشديد، أو السفر، أو الخوف الحقيقي على النفس أو المال، أما من تركها بسبب النوم أو الكسل أو الانشغال بأمور الدنيا، فهو آثم.