ضربة أمنية موجعة لتجار الآثار.. ضبط تابوت فرعوني نادر بسوهاج
نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، تحت إشراف اللواء محمود أبو عمرة، مساعد وزير الداخلية، وبالتنسيق مع قطاع شرطة السياحة والآثار، في توجيه ضربة جديدة لمافيا تهريب التراث المصري، وذلك من خلال ضبط تابوت أثري نادر مصنوع من المرمر بحوزة شخصين بمحافظة سوهاج، قبل أن يتم بيعه أو تهريبه خارج البلاد.
تفاصيل الواقعة
تعود تفاصيل الواقعة إلى ورود معلومات وتحريات مؤكدة لقطاع الأمن العام، تفيد بقيام أحد العناصر الإجرامية، مقيم بدائرة مركز شرطة طما بمحافظة سوهاج، بحيازة قطع أثرية نادرة بغرض الاتجار بها وتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة. وعلى الفور، تم تشكيل فريق بحث متخصص بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار لرصد ومتابعة المتهم، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لإحباط هذه الجريمة.
وبعد استصدار الأذونات القانونية اللازمة، تمكنت القوات الأمنية من مداهمة المتهم وضبطه بصحبة آخر، حيث كان بحوزتهما تابوت أثري من المرمر مكون من جزئين، ويتميز التابوت بدقة النقوش والرموز الفرعونية المحفورة عليه، مما يدل على قيمته التاريخية والأثرية الكبيرة.
وأثناء التحقيقات، اعترف المتهم الرئيسي بأن التابوت تم استخراجه نتيجة أعمال حفر وتنقيب غير مشروعة في إحدى المناطق الجبلية الواقعة في دائرة المركز، في محاولة للاستفادة من القيمة المالية الباهظة لمثل هذه القطع.
ومن جانبها، أكدت الجهات المعنية بوزارة السياحة والآثار، بعد فحص التابوت والتدقيق في تفاصيله، أنه أثري أصيل ويرجع إلى عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وهي فترة تشتهر بالثراء الحضاري والفني الذي يجعل من مقتنياتها مطمعًا للمهربين وتجار السوق السوداء حول العالم.
وفي ضوء تلك التطورات، تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ ما يلزم من قرارات قانونية تجاههما، تمهيدًا لمحاكمتهما وفقًا لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، والذي يجرّم كل من يضبط بحوزته آثارًا بغرض الاتجار أو التهريب.
تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه العمليات الناجحة تعكس مدى جاهزية ويقظة أجهزة وزارة الداخلية في حماية التراث المصري من محاولات السرقة والنهب، كما تؤكد على أن الدولة المصرية لا تدخر جهدًا في ملاحقة العصابات الإجرامية التي تحاول النيل من تاريخ الوطن وحضارته العريقة.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الجهود المكثفة التي تُبذل في جميع أنحاء الجمهورية للحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية لمصر.
