آبل تحبط عمليات احتيال بقيمة 9 مليارات دولار عبر متجر التطبيقات

كشفت شركة آبل النقاب عن بياناتها السنوية المتعلقة بمحاربة الأنشطة الاحتيالية عبر متجر تطبيقاتها "App Store"، حيث أعلنت عن منع معاملات مالية مشبوهة تجاوزت قيمتها 9 مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وجاء في التقرير الذي نُشر على الموقع الرسمي للشركة يوم الثلاثاء أن هذه الإجراءات شملت حماية المستخدمين من تطبيقات ضارة وسرقة البيانات، إلى جانب تعطيل مخططات دفع احتيالية مُنظمة.
إنجازات عام 2024.. حصيلة قياسية في مواجهة التهديدات الإلكترونية
حققت الشركة تقدُّمًا لافتًا خلال العام الماضي (2024) وحده، حيث تم إحباط محاولات احتيال بقيمة ملياري دولار، أي ما يعادل 22% من إجمالي القيمة التي تم منعها منذ عام 2019. ويركز هذا الجهد على عدة محاور رئيسية:
حماية بيانات الدفع
اكتشفت أبل نحو 4.7 مليون بطاقة ائتمان مسروقة قبل استخدامها في عمليات غير مشروعة.
حظرت أكثر من 1.6 مليون حساب مُبلغ عنه في أنشطة مشبوهة من إجراء أي معاملات مستقبلية.
تصفية حسابات المطورين المخترقة
أغلقت الشركة 146 ألف حساب مطور بسبب انتهاكات مرتبطة بالاحتيال.
رفضت طلبات تسجيل 139 ألف مطور آخرين، مما حال دون وصول تطبيقاتهم إلى المنصة من الأساس.
تعزيز أمان حسابات العملاء
رفضت أنظمتها الذكية 711 مليون محاولة لإنشاء حسابات عملاء وهمية خلال 2024.
ألغت تنشيط 129 مليون حساب عميل نشط بسبب سلوكيات غير طبيعية أو مؤشرات على الاختراق.
مواجهة التطبيقات المقرصنة.. خط دفاع إضافي
لم تتوقف إجراءات أبل عند حدود المعاملات المالية، بل امتدت إلى حماية المستخدمين من التطبيقات الضارة المُوزَّعة خارج إطار المتجر الرسمي. ففي عام 2024، نجحت في تعطيل 4.6 مليون محاولة لتثبيت أو تشغيل تطبيقات تم توزيعها بشكل غير قانوني، عبر منصات تابعة لجهات خارجية أو روابط مشبوهة. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية شاملة لضمان أن يقتصر تنزيل التطبيقات على القنوات المُعتمدة، والتي تخضع لفحوصات أمان صارمة.
آليات الذكاء الاصطناعي.. السر خلف الأرقام القياسية
أوضحت أبل أن هذه النتائج الملموسة تعتمد على مزيج من التقنيات المتقدمة والمراجعة البشرية، حيث تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأنماط غير الاعتيادية في إنشاء الحسابات أو إجراء المعاملات. على سبيل المثال:
تُحلِّل الأنظمة سلوكيات المستخدمين، مثل محاولات الشراء المتكررة في فترات زمنية قصيرة.
تُراقب التطبيقات الجديدة للكشف عن أي تشابه مع برمجيات خبيثة معروفة.
تتعاون مع المؤسسات المالية لتحديث قوائم البطاقات المسروقة بشكل فوري.
التحديات المستقبلية.. لماذا تستمر الحرب ضد الاحتيال؟
رغم الإنجازات الكبيرة، تؤكد أبل أن التهديدات الإلكترونية تتطور باستمرار، ما يستدعي تعزيز الاستثمار في البنية التحتية الأمنية. فوفقًا لتقارير عالمية، تُقدَّر الخسائر السنوية للجرائم الإلكترونية بنحو 8 تريليونات دولار بحلول 2025، مما يضع الشركات التكنولوجية الكبرى في سباق مع الزمن لتطوير أدوات أكثر فعالية. وتعهدت أبل بمواصلة تحديث سياساتها، مثل: تشديد متطلبات التحقق بخطوتين للمطورين، وتعميق التعاون مع الحكومات لملاحقة العصابات الإلكترونية دوليًا.