مناسك الحج باختصار من التروية للوداع.. فضله وماذا يعني لنا الحرم

الحج هو شعيرة عظيمة وركن الإسلام الخامس، وتكون مكة المكرمة الوجهة التي اختارها الله لعبده محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته هي وجهتنا، ففيها تزكية القلوب، ونور الأرواح، واشتياق المحبين؛ قال تعالى: ﴿قد نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾،
البيت الحرام.. الكعبة أول بيتٍ وضع للناس
توضح وزارة الحج والعمرة السعودي في نبذة مختصرة أن الكعبة التي جعلها الله قياماً للناس وأمناً، وجعلها مثابة لهم تثوب إليها قلوبهم كلما زاروها اشتاقوا إليها، ومنذ أن بناها إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، ورفعا القواعد، وهي مباركة وهدى لكل المسلمين؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِين﴾.
وقد جعل الله مكة، البلد الحرام، حرماً له منذ خلق السماوات والأرض، وعظَّمها وأجلَّها، وحماها -سبحانه- من المعتدين، وأوجب على كل من يزورها أن يتقرب إلى الله بصونها، وألا يؤذي طيرها ولا يقطع شجرها، كما ضاعف الأجر فيها وكذلك الذنب؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾؛ وقد قال تعالى مخبراً رسوله وآمراً له أن يقول: ﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ﴾، فهي مكان تحرُم فيه أمور تكون مباحة في غيره.
وفي خطاب للحجاج قالت وزارة الحج: «أنت في بقعة مشرفة ومباركة، الحسنة فيها ليست كمثل غيرها؛ فهي مضاعفة من عند الله، وكذلك السيئة. فمجرد الإرادة للظلم أو الإلحاد يوجِب الذنب والعقوبة. من الأفضل لك حال وجودك في الحرم أن تستشعر قدسية المكان والزمان، وأن تعيش مِلء روحك في مكان سبقك إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام، والعلماء والصالحون. كما أن حلاوة السكينة والطمأنينة والخشوع والخضوع؛ هي أعظم ما يمكن أن تشغل بالك به في هذا المكان».
ماذا يعني لي الحج؟
تقول وزارة الحج والعمرة السعودي إن شعيرة الحج هي خامس أركان الإسلام، لها العديد من الفضائل، منها:
سبب لدخول الجنة: حيث ورد في الحديث الشريف قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والحج المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة). والحج المبرور معناهُ أن يكون من مال حلال، وأن يقصد الحاجُّ بيت الله الحرام تائباً، مبتعداً عن الفسق والإثم والجدال، وأن يستوفي أركان وواجبات الحج.
سبب لتكفير الذنوب: حيث ورد في الحديث الشريف قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من حجّ لله فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه).
سبب للغِنى: حيث ورد في الحديث الشريف قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تابِعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة).
سبب للأمن وحفظ الله: حيث ورد في الحديث الشريف قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة في ضمان الله عز وجل)، وذكر منهم: (ورجل خرج حاجّاً).
مناسك الحج باختصار
رحلة الحج هي رحلة ترحل فيها بروحك ومشاعرك إلى أعظم وأقدس بقعة، فاحضر بقلبك قبل جسدك.
اليوم الثامن (التروية): يمكث الحجاج في مِنى محرمين، ويصلّون فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
اليوم التاسع (عرفة): يتوجه الحجاج إلى عرفة صباحاً، فيصلّون فيها الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ويتفرغون للدعاء حتى غروب الشمس.
ليلة العيد (المزدلفة): يمكث الحجاج في المزدلفة، فمنهم من يبقى إلى الفجر، ومنهم من يغادرها منتصف الليل إلى رمي جمرة العقبة.
اليوم العاشر (يوم العيد): يرمي الحجاج جمرة العقبة، ويحلقون ويقصّرون شعورهم، ثم يخلعون ملابس الإحرام ويلبسون ثيابهم، ومن كان عليه هَدْي فإنه يذبح هدْيه.
اليوم العاشر (يوم العيد): يتوجه الحجاج إلى المسجد الحرام لطواف الإفاضة، وأداء سعي الحج ممّن كان منهم متمتعاً أو مفرداً أوقارناً لم يسعَ للحج مع طواف القدوم.
أيام التشريق 13-12-11: يبيت الحجاج فيها بمِنى، ويرمون كل يوم الجمرات الثلاث. مَن تعجّل منهم يغادر منى بعد أن يرمي يوم 12 من ذي الحجة، ومن تأخّر يبقى حتى يرمي الجمرات يوم 13 من ذي الحجة، ثم يغادر مِنى.
طواف الوداع: يطوف الحجاج للوداع قبل مغادرتهم مكة المكرمة.