باحث: التعصب بين أبناء الطرق الصوفية والتفريق بين المشايخ انحراف عن المنهج

أكد الباحث الصوفي مصطفى زايد أنه ظهرت في بعض الأحيان مظاهر التعصب بين أتباع الطرق الصوفية، مما أدى إلى انقسامات وتفرقة لا تمت إلى روح التصوف بصلة. مشيرا إلى أن أن التصوف الإسلامي منهج تربوي أخلاقي يهدف إلى تزكية النفس وتربيتها على محبة الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وخدمة الخلق، والتخلق بمكارم الأخلاق.
وفي هذا التقرير يناقش الباحث الصوفي مصطفى زايد هذه القضية من وجهة نظر مشايخ التصوف والطرق الصوفية المعتبرين، مستندًا إلى أقوالهم من المصادر الموثوقة.
حقيقة التعصب بين الطرق وأثره السلبي
وقال الباحث الصوفي في تصريحات لـ«نيوز رووم» إن التعصب لطريقة أو شيخ دون غيره بغير دليل شرعي يُعد انحرافًا عن المنهج الصحيح للتصوف، الذي يدعو إلى الوحدة والتسامح. يقول الشيخ أحمد زروق المتوفى سنة تسع وتسعين وثمانمائة في كتابه "قواعد التصوف":
وتابع: "الطريق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق، فلا تتعصب لطريقة دون أخرى ما دامت موافقة للشريعة".
وأكد الإمام عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة في "الأنوار القدسية" على أن التعصب يُفقد البركة، فيقول:من تعصب لشيخه أو طريقته وجعلها هي الوحيدة التي توصل إلى الله، فقد جهل سعة رحمة الله تعالى، فإن المشايخ كلهم مرايا واحدة للحق.
وأضاف مصطفى زايد: لقد حذر كبار مشايخ التصوف والطرق الصوفية من التفرقة والتنازع بين المريدين، وذكّروا بأن الاختلاف في الأساليب التربوية لا يعني التضاد في الأهداف. يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني:
"إذا رأيت اثنين من أولياء الله يختلفون، فاعلم أن لكل منهما حالاً مع الله لا يعرفه الآخر، فلا تذم واحدًا لترفع الآخر."
وقال الشيخ أحمد الرفاعي المتوفى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة في "الحكم الرفاعية": لا تنظر إلى اختلاف المشايخ في الظاهر، فإنهم كالأطباء، لكل دواء مناسب لحال المريض."
وأوضح «زايد» أن الاختلاف في المناهج التربوية بين الطرق الصوفية هو اختلاف تنوع لا تضاد، لأن الغاية واحدة وهي الوصول إلى الله تعالى. يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة:
"الطرق إلى الله كنقاط الدائرة، كلها تؤدي إلى المركز، فمن تعصب لغير المركز فقد ضل."
ويؤيده تلميذه الشيخ ابن عطاء الله السكندري المتوفى سنة تسع وسبعمائة في "الحكم العطائية":لا تكن متعصبًا لشيخ أو طريقة، فإن التعصب من حظوظ النفس، والتصوف هو الخروج عن الحظوظ كلها.