حبة فريدة من سبحة القراء.. وزير الأوقاف ينعى القارئ الشيخ السيد سعيد

نعى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف القارئ الشيخ السيد سعيد الذي وافته المنيه صباح اليوم بعد رحلة حافلة مع القرآن الكريم.
حبة فريدة من سبحة كبار القراء
وقال وزارة الأوقاف: “بقلوب يعتصرها الحزن والأسى ينعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، سلطان القراء فضيلة القارئ الشيخ السيد سعيد”.
وتابعت: “نودع حبة فريدة من سبحة كبار القراء، ملأ القلوب والأسماع بتلاوته العطرة، وصوته الذي لن يُنسى، نسأل الله أن يتقبله في الصالحين وأن يرحمه رحمة واسعة، ويجعل القرآن شفيعًا له يوم القيامة. إلى روحٍ وريحان. وربٍ راضٍ غير غضبان"
وتقدم الدكتور أسامة الأزهري بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة القارئ الراحل، ومحبيه، فإنه يدعو الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، وأن يجعل ما قرأ وما رتل في ميزان حسناته، وأن يكتب له بكل حرف قرأه من كتاب الله نورًا وزخرًا، وأن يجزيه خير الجزاء على ما شنف به آذان مستمعيه، في كل أرجاء العالم الإسلامي، وما لمس به قلوبهم، بحسن تلاوته، وخشوع قراءته، فقد كان -رحمه الله- مدرسة خاصة في الصوت والأداء والخشوع، داعيا المولى سبحانه كذلك أن يلهم أهله وذويه، ومحبيه في العالم الإسلامي أجمع الصبر والسلوان.

رحل الشيخ السيد سعيد، صباح اليوم السبت، حيث نعته نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم بجمهورية مصر العربية، متقدمة بخالص العزاء والمواساة للأمة الإسلامية.
وفاة القارئ السيد سعيد
وسألت النقابة في بيان لها اليوم، المولى العلى القدير أن يتغمده بواسع رحمته مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً - وان يلهم اَهله وذويه الصبر والسلوان --في جنه الخلد إن شاء الله -فلنصبر ولنحتسب ولا نقول الا ما يرضي ربنا منا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ٠٠لله ما أخذ وله ما أعطي
من هو السيد سعيد؟
الشيخ السيد سعيد هو سلطان المقارئ أو سلطان القراء كما أحب أن يطلق عليه، من مواليد 1943 قرية ميت مرجا سلسيل، مركز الجمالية، محافظة الدقهلية. أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً فى التاسعة من عمره.
بدأ بالقراءة هناك في طفولته داخل كفر سليمان، بعدها بدأ يذيع صيته في كل أرجاء محافظة دمياط، فلم يخلو مكان من قراءته فيه داخل هذة المحافظة.
سافر إلى العديد من دول العالم لتلاوة القرآن الكريم بها ومن هذه الدول: الإمارات العربية المتحدة (عدة مرات) ولبنان (عدة مرات) وجنوب افريقيا وإيران وسويسرا.
يقول الشيخ السيد سعيد عن بداياته فى عالم التلاوة، ورحلته مع القرآن الكريم منذ الصغر، ولدت عام 1943، فى قرية «ميت مرجا سلسيل» التابعة لمركز الجمالية فى محافظة الدقهلية، لأسرة فقيرة لها 9 أبناء، 4 من البنات و5 من الذكور، وكنت أصغر الذكور، ووهبنى الله ملكة الحفظ منذ كنت صغيرًا، فشجعنى والدى على حفظ القرآن بعدما اكتشف أن صوتى جميل فى التلاوة.
وتابع: عندما كنت صغيرًا أحببت سماع القرآن والتمتع بحلاوة تلاوته، لذا حفظته فى عمر 7 سنوات على يد الشيخ عبدالمحمود عثمان فى كتاب القرية، وهذه الكتاتيب هى التى تخرج فيها أفضل القراء، لأنها كانت تبنى عقولهم أيضًا، وعندما بلغت التاسعة من عمرى كنت أقرأ القرآن فى المساجد.
بعدها التحق بالمعهد الأزهرى بدمياط، وفيه بدأ التلاوة وبدأت شهرته من قرية «كفر سليمان» بالمحافظة، وبعدما تركت الدراسة بالمعهد وأنا فى الصف الأول الإعدادى، بسبب فقر الأسرة، «ربنا فتح عليا» وبدأت التلاوة لمساعدة أسرتى فى المصاريف.
تعلم القراءات على يد الشيخ إبراهيم محمد غنيم فى قرية «الكردى»، وأقام عنده لمدة 3 سنوات كى أتعلم منه القراءات والتجويد، أما المقامات الموسيقية فلم يتعلمها لكنه حفظها سماعيًا.
يضيف: «الصعوبات كانت فى البداية، ففى هذا الوقت لم تكن الميكروفونات قد انتشرت بعد، وكانت الصعوبة تتمثل فى الاعتماد على الصوت المرتفع والقراءة لمدد طويلة جدًا ما يمثل مجهودًا كبيرًا فى بعض المناسبات».
يمضي في حوار له:«أول أجر حصلت عليه من التلاوة كان مبلغ ربع جنيه، وكان وقتها حاجة كبيرة جدًا بالنسبة لى لأنى كنت بعمر 9 سنوات، لكنى اعتدت ألا أطلب أجرًا من أحد، لأنى أقرأ القرآن حبًا فى القراءة ذاتها، لذا لا يهمنى مقدار المال الذى أتقاضاه، لأن الله يقول: «وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِى ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّاىَ فَاتَّقُونِ»، كما أننى لا أطلب أى مبلغ، وأقرأ مجانًا فى العديد من المناسبات».