298 طائرة مسيرة و69 صاروخا تضرب أوكرانيا.. وزيلينسكي: صمت أمريكا يشجع بوتين

في تصعيد غير مسبوق منذ اندلاع الحرب، شهدت أوكرانيا ليلة دامية هي الأعنف منذ أكثر من ثلاث سنوات، بعد أن شنت روسيا هجومًا جويًا مكثفًا استُخدمت فيه 298 طائرة مسيرة و69 صاروخًا، مستهدفة مواقع مدنية في مختلف أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا بينهم ثلاثة أطفال، وفق ما أكدته السلطات الأوكرانية.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد بشدة صمت الولايات المتحدة إزاء هذا التصعيد، وكتب عبر حسابه الرسمي على تليغرام: "صمت أمريكا وصمت الآخرين في العالم لا يُشجّع إلا بوتين. كل ضربة إرهابية روسية هي مبرر كافٍ لفرض عقوبات جديدة على موسكو".
الهجوم تزامن مع "يوم كييف"، الذي يُحتفل به في الأحد الأخير من مايو، إلا أن سكان العاصمة قضوا الليلة في الملاجئ ومحطات المترو وسط أصوات الانفجارات وصفارات الإنذار. في منطقة مارخاليفكا جنوب غرب كييف، دُمّرت شوارع سكنية بأكملها، وقالت إحدى الناجيات: "الشارع كله كان يشتعل بالنيران".
ضغط دولي لوقف هذه الحرب
من جهتها، نددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالهجمات، وكتبت عبر منصة "إكس": "الهجوم يُظهر أن روسيا مصممة على مزيد من المعاناة ومحو أوكرانيا. من المحزن أن نرى الأطفال بين الضحايا. نحن بحاجة إلى أقوى ضغط دولي لوقف هذه الحرب".
وشاركها الموقف وزير خارجية إستونيا، مارغوس تساخنا، قائلًا: "بوتين سيواصل حتى يصبح الضغط عليه لا يُحتمل. إنه في أيدينا أن نوقفه".
ورغم الإدانة الدولية، امتنعت الولايات المتحدة عن تسمية روسيا بشكل مباشر في تعليقها الرسمي. واكتفى كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، بوصف الهجمات بأنها "انتهاك صارخ لبروتوكولات جنيف لعام 1977"، دون ذكر موسكو أو بوتين.
تأتي هذه التطورات في أعقاب أكبر عملية تبادل أسرى بين الجانبين منذ فبراير 2022، شملت 1000 أسير من الطرفين، ما كان يُؤمل أن يكون تمهيدًا لخفض التصعيد، لكنّ الواقع كان عكس ذلك.
أجهزة خداع راداري لتفادي الدفاعات الجوية
كما استهدفت الهجمات مناطق عديدة منها خاركيف، أوديسا، دنيبرو، ميكولايف، تشيرنيهيف، وسومي، بينما أكدت أوكرانيا أن روسيا طورت صواريخها باستخدام أجهزة خداع راداري لتفادي الدفاعات الجوية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 110 طائرات مسيّرة أوكرانية كانت تتجه نحو موسكو، في مؤشر على اتساع رقعة المواجهة.
ختامًا، حذر كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، من أن "غياب الضغط الدولي سيمنح روسيا الوقت لتعزيز قدراتها ومواصلة القتل، ليس فقط في أوكرانيا بل في قلب أوروبا لاحقًا".