عاجل

منطقة عازلة روسية على حدود أوكرانيا.. بوتين يرسم ملامح مرحلة أمنية جديدة

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

في تصعيد نوعي ضمن الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن البدء في تنفيذ خطة لإقامة منطقة أمنية عازلة تمتد على طول الحدود مع أوكرانيا، في خطوة تحمل رسائل استراتيجية عميقة إلى الداخل الروسي والمجتمع الدولي، وتؤكد مضي موسكو في تثبيت معادلات جديدة للصراع.

تحصينات عسكرية وممرات آمنة: هيكل المنطقة العازلة

وخلال اجتماع حكومي رسمي، أوضح بوتين أن القوات الروسية شرعت في تنفيذ الإجراءات الميدانية لإنشاء المنطقة العازلة، والتي ستتضمن تجهيزات دفاعية متطورة تشمل وحدات عسكرية دائمة، منظومات للدفاع الجوي، وشبكة من التحصينات والخنادق والساتر الترابي، إلى جانب نقاط مراقبة وإنذار مبكر. وتهدف هذه الترتيبات إلى منع أي اختراقات محتملة وتوفير حماية مباشرة للمدن والقرى الواقعة على الخطوط الأمامية.

أهداف مزدوجة: أمن ميداني ورسائل تفاوضية

تتجاوز أهداف المنطقة الأمنية الطابع العسكري، حيث تراها موسكو مشروعًا شاملًا لإعادة تأهيل المناطق الحدودية المتضررة من القصف الأوكراني المستمر، وخاصة مقاطعتي بيلغورود وكورسك. وبحسب محللين روس، فإن المنطقة تُمثّل ورقة تفاوضية متقدمة تعكس "معادلة مقابل معادلة"، وتسعى لتثبيت المكاسب الجغرافية التي تحققت منذ اندلاع الحرب، مع تأكيد جاهزية موسكو لإدارة مرحلة تفاوضية بشروطها الخاصة.

ملامح إعادة تموضع روسي في شرق أوروبا

التحرك الروسي الجديد لا يمكن فصله عن تطورات أوسع في شرق أوروبا، إذ يُنظر إلى المنطقة العازلة كإحدى أدوات موسكو لتعزيز نطاقها الأمني الحيوي، في مواجهة تمدد حلف شمال الأطلسي "الناتو" والدعم الغربي المتواصل لكييف. ويأتي هذا في وقت باتت فيه الحرب تأخذ طابعًا استنزافيًا طويل المدى، حيث تسعى كل من روسيا وأوكرانيا إلى تحسين شروط التفاوض المرتقبة.

انقسام دولي حول الموقف الروسي

يجدر الإشارة إلى أن ردود الفعل الدولية على المشروع الروسي لا تزال متباينة؛ ففي حين ترى بعض الدول أن هذه الخطوة تعكس تصعيدًا ميدانيًا يهدد فرص الحل السياسي، تعتبرها موسكو حقًا سياديًا في تأمين أراضيها، وتحمّل كييف وحلفاءها مسؤولية تدهور الوضع الأمني على الجبهات الحدودية. ووسط هذا التباين، تتعزز المؤشرات على دخول النزاع في مرحلة ترسيم حدود جديدة أكثر صلابة.

تم نسخ الرابط