عاجل

أيام الحج 2025 .. طريقة رمي الجمرات وعددها وموعدها

أيام الحج 2025
أيام الحج 2025

يكثر البحث في أيام الحج 2025، عن المناسك والأيام وما ينبغي للحاج أن يفعل وما عليه أن يتجنب حتى يكون حجه مبرروا، ومع استهجان البعض لمشاهد رمي الجمرات المتكررة نوضح الطريقة الشرعية لرمي الجمار وفق الهدي النبوي.

منطقة رمي الجمرات
منطقة رمي الجمرات

رمي الجمرات في أيام الحج 2025

اتفقت المذاهب الأربعة على أن وقت رمي الجمرات يبدأ بعد زوال الشمس، أي بعد دخول وقت الظهر، ويستمر حتى غروب الشمس، أما من رمى بعد غروب الشمس بعذر كمرض أو زحام شديد، فلا إثم عليه.

ويُستحب التبكير بالرمي بعد الزوال، والحرص على الالتزام بترتيب الجمرات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، إذ بدأ بالصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى.

أيام رمي الجمرات أربعة، وهى: جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة، وجمرات أيام التشريق الثلاثة (11 - 12 - 13) من ذي الحجة. وبهذا يكون عدد الجمرات التي يرميها الحاج في مجملها سبعون جمرة؛ سبعة لرمية العقبة وواحد وعشرون في اليوم الأول للتشريق ومثلها لليوم الثاني ومثلها لليوم الثالث هذا للمتاخر، الجالس حتى يوم 13 من ذي الحجة. 

كيف يؤثر رمي الجمرات على الشيطان وهو شئ معنوي؟

هناك طرح عقلي يقول: من شعائر الحج رمي الجمرات على الشيطان فكيف يؤثر هذا على الشيطان والشيطان عبارة عن شيء معنوي غير حسي؟! وما الحكمة من ذلك، إننا نرمي حجرا بحجر ؟، يقول الأزهر: اتفق المسلمون جميعا على أن رمي الجمار من شعائر الحج، واشتهر عند بعض العوام أن رمي الجمار هو رجمٌ للشيطان حقيقةً، وهذا خطأ بالكلية لم يقل به أحد من العلماء قط.

أما ورد عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ من قوله: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون" فإنما يعني به الرجم المعنوي، لا الحسي؛ أي أن الامتثال إلى أمر الله ـ عزوجل ـ هو عين رجم الشيطان وكيده ؛ فرمي الجمار لا يكون للشيطان حقيقة، وإنما هو رمز لكيده بالامتثال لأمر الله ـ تعالى ـ. وما رواه الإمام أحمد في مسنده (4/ 437) بسنده عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا... الحديث.

وفيه:  "وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ - قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ - فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ،.... قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ..." الحديث... ورواه الحاكم في مستدركه مرفوعا. فهذا الحديث يدل على أن الشيطان عرض لإبراهيم ـ عليه السلام ـ عند الجمرات الثلاث فرماه بالحصى، والشيطان لا يعرض للحجاج.   

ما الحكمة من رمي الجمرات؟

أما حكمة رمي الجمار فتتجلى في عِظَم الانقياد واتباع أوامر الله ـ عزوجل ـ حتى وإن جهلنا علة الأمر، وإذا كنا لا نخضع للأوامر الإلهية إلا فيما يدركه العقل لأصبحنا بذلك نعبد العقل ولسنا نعبد الله سبحانه ـ حسبما أوضح الأزهرـ.

وأشار إلى أنه من المعلوم ضرورة أن العقل لا يدرك حقيقة كل شيء. وقال حجة الإسلام الإمام الغزالي ـرحمه الله ـ في إحياء علوم الدين (1/ 270): (وأما رمي الجمار؛ فاقصد به الانقياد للأمر إظهاراً للرق والعبودية، وانتهاضاً لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم ـ عليه السلام ـ حيث عرض له إبليس ـ لعنه الله تعالى ـ في ذلك الموضع ليدخل على حَجِّه شبهة أو يفتنه بمعصية، فأمره الله ـ عزوجل ـ أن يرميه بالحجارة طرداً له وقطعاً لأمله. فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان؛ فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به!!  فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان، واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره؛ إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ تعظيماً له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه.) .

من شعائر الحج رمي الجمرات
من شعائر الحج رمي الجمرات

حكم الإنابة في رمي الجمرات 

وفي جواب سائل: هل يجوز أن أوكّل غيري في رمي الجمار عني؟، يقول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية إن رمي الجمرات من واجبات الحج، وشعائره العظيمة؛ لما ورد عن سيدنا جابرٍ رضي الله عنهما قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ». [أخرجه مسلم]

وشدد: «فمن عجز عن الرمي عجزًا لا يُرجى زوالُه في مدّة الرمي؛ لكبر سنٍّ، أو لمرض؛ فله أن يوِّكلَ من يرمي عنه، بشرط أن يكون الموكَّلُ قد رمى عن نفسه، فإن لم يكن رمى فليرمِ عن نفسه أولًا، ثم ليرمِ عمن وكَّله؛ لما ورد عن سيدنا جابر رضي الله عنهما، قال: «حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَلَبَّيْنَا عَنِ الصِّبْيَانِ وَرَمَيْنَا عَنْهُمْ». [أخرجه ابن ماجه]». 

تم نسخ الرابط