ربما يتوهم البعض أن تغليب أهواء صاحب الاستفتاء الشعبي في أنصبة المواريث هو أزمة كبرى قدر ما هي وقفة متبحرة في مآلات الأمور؛ فقد أخطأت جامعة الأزهر في إهمالها حسم الأمور مذ خرج سعد الهلالي بترهاته دون محاسبة، وغيره ممن سبق وربما من يلحق، فلم تعد أزمة الفتوى قاصرة على أصحاب الشطط من الجماعات وغير المختصين.
نعم أخطأت جامعة الأزهر وهي تخشى الملامة في إيقاف، أو إحالة، أو تحقيق أو تحرك مساوٍ لحجم كارثة التحدث باسمها من قبل شخص غير مسؤول. صمت لم يصب صاحبه هذه المرة وهو يرى تداعي الأقلام ناهشة طامعة في أن تنل من معلوم من الدين بالضرورة وأمر جلل قد يصل بمروجه إلى مصاف منكري الزكاة الذين حاربهم الخليفة الراشد أبا بكر عليها.
إ كان فاعلًا فالرجل من المرجفين بالمدينة والمنافقين زاد أو نقص من الأوصاف فلا يعذر بجهل ولا يجبر بخرف. فأين رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود وهو يرى ويسمع ما أحدثه سبعيني يحرض الناس على اتباع الهوى، يصد عن سبيل الله يسلك ما سلكه الشيطان من قبل؟!، لماذا يخشاه رئيس الجامعة ومجلسها الموقر وقد بحت الأصوات المطالبة بعزله من بين الأزاهرة ومجلسهم الموقر وخارجه؟!، لماذا كانت عبارات متحدث الجامعة أكثر شجاعة حينما أعلن التبرؤ من هذه الترهات إلا أن التحركات بعدها كانت أشبه بتهدئة فقط؟!
لا وقت للمناقشة أو الاستماع فلم يكن الرجل بصاحب نية صادقة مع الله أو المسلمين وهو من يناقض نفسه ويعي أن مآل دعوته فتنة كفتنة مسيلمة، بل إنه صار بابًا مفتوحًا على مصرعيه يدلف عبره الجبناء ومحاربي الدين، فهو كما قال متحدثهم خارج عن كتاب وسنة وإجماع فماذا بقي لتكون هناك قرارات حازمة لرفع العباءة التي يحتمي خلفها، غضبة تجعله بحق متطرف لا يؤمن بوسطية هذا الدين أو ملتزما بآداب العالم ورجال الدين في الحديث عن الله، قبل أن يعود متحدثًا عن القرآن وغيره من القضايا دون توقف.
وختامًا.. إحقاقًا للحق فلم تكن دعوة الرجل صاحب نظريات المرأة الوناسة للاستفتاء على الشرع بخطر على العامة فهي شأن ترهاته السابقة عن الطلاق وخبله في غير موضع، إلا أنه أظهر هشاشة في التعامل مع المخالفين لقيود الإجراءات القانونية التي حان الوقت لأن تناسب الفعل.. فآن لسعد أن يهنأ بخلفيته.