رمي الجمرات طاعة وليس معركة.. الداعية فاطمة موسى تحذر من هذا الفعل |خاص

مع اقتراب موسم الحج 2025، يكثر التحذير من ممارسات خاطئة يفعلها الحجاج كل عام وهي قد تؤدي إلى إيذاء بدني أو إيذاء الغير من مشاهد إلقاء الحجارة بعنف أو رمي أشياء أخرى من عصا وأحذية وخلافه.

رمي الجمار طاعة وليست معركة
تقول الواعظة بالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف فاطمة موسى عنتر ردًا على سؤال «نيوز رووم»: نرى بعض الحجاج يرمون الجمرات بعنف شديد ويقذفون بأشياء غير الحصى، ما التوجيه هنا؟، إن هذا الأمر ليس من العلم بمناسك الحج، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خذوا عني مناسككم".
وشددت على أن رمي الجمرات رمز لطاعة الله واتباع أمره، وليس معركة، لذا يجب أن يُرْمَى الجمرات بالحصى الصغير، لا بغيرها! ويجب على العلماء والدعاة التوعية المستمرة، بهدوء وحكمة، وتصحيح هذا المفهوم الخاطئ.
رمي الجمرات من مناسك الحج
هي عبادة عظيمة قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جُعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله».
والحكمة من رمي الجمرات إنما هو لذكر الله، وهى تشتمل على سبعين حصاة لمن استكمل الرمي في الأيام الأربعة.
وأيام رمي الجمرات أربعة، وهى: جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة، وجمرات أيام التشريق الثلاثة (11 - 12 - 13) من ذي الحجة. وبهذا يكون عدد الجمرات التي يرميها الحاج في مجملها سبعون جمرة؛ سبعة لرمية العقبة وواحد وعشرون في اليوم الأول للتشريق ومثلها لليوم الثاني ومثلها لليوم الثالث هذا للمتاخر، الجالس حتى يوم 13 من ذي الحجة.
رمي الجمرات.. قصة سيدنا إبراهيم والشيطان
يعد رمي الجمار من مناسك الحج التي سنها سيدنا إبراهيم، وتعرف قصتها بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام والشيطان عليه لعنة الله، حيث ذكرها الشيخ عثمان عويضة، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قصة رمي الجمرات بين سيدنا إبراهيم والشيطان، قائلًا: «صلى النبي إبراهيم وطاف بالبيت ثم انطلق إلى منى ليلاً فعرض له الشيطان، فأمسك بسبع جمرات وكبر مع كل جمرة، وألقى بها الشيطان فانصرف عنه وتنحى ثم سار قليلا بجوار الجمرة الثانية، فعرض له الشيطان فامسك بسبع حصيات، وألقى بها وهو يكبر فانصرف الشيطان، ثم سار النبي إبراهيم حتى مكان الجمرة الثالثة، فعرض له الشيطان فامسك الجمرات وألقى بها وهو يكبر في كل جمرة».
وأشار إلى أنه من قصة رمي الجمرات بين سيدنا إبراهيم والشيطان جاءت سنية رمي الجمرات، والتي هي طريقة النبي إبراهيم فعلها النبي صلي الله عليه وسلم، ومن ثم سارت واجبة خلال شعائر الحج وقد روا الإمام أحمد في مسنده (4/ 437) بسنده عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: «قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا.. الحديث. وفيه: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ - قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ - فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ».

حكم الإنابة في رمي الجمرات
وفي جواب سائل: هل يجوز أن أوكّل غيري في رمي الجمار عني؟، يقول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية إن رمي الجمرات من واجبات الحج، وشعائره العظيمة؛ لما ورد عن سيدنا جابرٍ رضي الله عنهما قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ». [أخرجه مسلم]
وشدد: «فمن عجز عن الرمي عجزًا لا يُرجى زوالُه في مدّة الرمي؛ لكبر سنٍّ، أو لمرض؛ فله أن يوِّكلَ من يرمي عنه، بشرط أن يكون الموكَّلُ قد رمى عن نفسه، فإن لم يكن رمى فليرمِ عن نفسه أولًا، ثم ليرمِ عمن وكَّله؛ لما ورد عن سيدنا جابر رضي الله عنهما، قال: «حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَلَبَّيْنَا عَنِ الصِّبْيَانِ وَرَمَيْنَا عَنْهُمْ». [أخرجه ابن ماجه]».