إعلامي: واشنطن تضع شروطًا مستحيلة وإيران لن تتراجع عن برنامجها النووي

أكد: الكاتب الصحفي مهدي النمر، أن الأجواء الحالية بين الولايات المتحدة وإيران "غير إيجابية" مع وجود تباعد كبير بين المواقف والمطالب الأمريكية من جهة،والموقف الإيراني من جهة أخرى.
وأشار: في مداخلة هاتفية لقناة "النيل للاخبار" ، إلى أن وصول وزيري الخارجية العماني والإيراني إلى روما لمتابعة المحادثات يُمثل فرصة لبناء الثقة، لكنه ربط ذلك بتغيير المطالب الأمريكية ، واصفًا إياها بـ"غير الواقعية"، خاصة فيما يتعلق بملف الصواريخ الإيرانية.
التصريحات الأمريكية
أوضح ، النمر أن التصريحات الأمريكية، بما فيها تصريحات الرئيس ترامب التي تطالب إيران بالتخلي عن برنامجها الصاروخي، تُعد ضغطًا غير مجدٍ في المفاوضات، نظرًا لأنها لا تتناسب مع معطيات الواقع وقدرات إيران، واعتبر أن واشنطن تُصر على شروط غير قابلة للتنفيذ، مما يُعيق أي تقدم دبلوماسي ، رغم وجود مصلحة أمريكية في العودة إلى الاتفاق النووي، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها.
ولفت المحلل السياسي ، إلى أن الإدارة الأمريكية تعيد ترتيب أولوياتها وفق رؤية جديدة تركز على الخروج من الأزمات الهيكلية للاقتصاد الأمريكي، وإصلاح العلاقات الدولية لمواجهة ما تراه "التهديد الصيني".
وتابع ، أن إيران شريك جيوبوليتيكي مهم للصين في الشرق الأوسط، بينما تعتمد طهران على بكين لتفادي العقوبات الغربية، مما يجعل العلاقة بين البلدين عاملًا مؤثرًا في حسابات واشنطن.
وقال ، النمر يمكن ان تقدم إيران إغراءات للولايات المتحدة، مثل فتح مجال الاستثمارات المتبادلة وشراء المعدات الأمريكية، لدفع واشنطن نحو المرونة.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي يسعى بشكل واضح لتعويض خسائر اقتصادية عبر اتفاق مع إيران، كما ظهر خلال زيارته الأخيرة للخليج، حيث ركز على المصالح المالية والتجارية كأولوية.
و أكد:أن أي تفاهم مستقبلي بين الطرفين مرهون بمراجعة واشنطن لشروطها، مشيرًا إلى أن الاستمرار في نفس المطالب سيعمق الجمود،وصفاً الموقف الإيراني بالثابت حيال البرنامج الصاروخي، بينما يبدو الجانب الأمريكي غير مستعد لتقديم تنازلات كافية، رغم حاجته الملحة لتحقيق اختراق دبلوماسي.
اختتم ، النمر حديثه بأن المفاوضات الحالية قد تكون "آخر فرصة" لتجنب تصعيد خطير، خاصة مع تعقيدات الملف النووي والصراع الجيوسياسي الأوسع مع الصين، مشددًا على أن الحل لن يكون متاحًا إلا بموقف أمريكي أكثر واقعية، وإدراك أن الضغط الأقصى لم يُجْدِ نفعًا في تغيير السياسات الإيرانية.