قبل صيام عشر ذي الحجة.. ما هو الصوم وما هي أحكامه ومستحباته؟

يتقرب المسلمون استطلاع هلال شهر ذي الحجة وبداية عشر ذي الحجة، فما هو فضل صيام عشر ذي الحجة، وما هي أركانه؟
صيام تسع ذي الحجة
الصواب هو القول بأنه صيام تسع ذي الحجة وليس العشر لأن اليوم العاشر (أول أيام عيد الأضحى، يوم النحر) منهي عن صيامه شرعًا، لذا فهي تسعة أيام تصام مع أول أيام ذي الحجة وتختتم بغروب شمس يوم عرفة اليوم التاسع من ذي الحجة ( الخميس 5 يونيو فلكيا).
ما هو الصيام؟
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن النبي ﷺ ذكر بعد إيتاء الزكاة صوم رمضان، ورمضان شهر القرآن قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة :185].
وقد اختصه ربنا بأعظم ليلة، وهي ليلة القدر، قال تعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الدخان :3 : 6]
وقال : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ) [ القدر :1 : 5].
وتابع: هذا عن فضل هذا الشهر الكريم، فما هو الصوم ؟ وما هي أحكامه ؟
الصوم والصيام مصدران معناهما لغة الإمساك، وشرعا : إمساك عن مقطر جميع النهار بنية مخصوصة من قابل للصوم من مسلم عاقل طاهر من حيض ونفاس.

شروط وجوبه
1- الإسلام ـ 2- البلوغ ـ 3- العقل ـ 4- القدرة على الصوم فلا يجب الصوم على المتصف بأضداد ذلك.
أركان الصوم
1- النية : بالقلب فإن كان الصوم فرضا كرمضان أو نذرا فلابد من إيقاع النية ليلا ويجب التعيين في صوم الفرض كرمضان، وأكمل نية صومه أن يقول الشخص «نويت صوم غد عن أداء فرض رمضان هذه السنة لله تعالى».
2- الإمساك : عن الأكل والشرب والجماع وتعمد القيء: سواء قل المأكول والمشروب عند التعمد، فإن أكل وشرب ناسيا أو جاهلا لم يفطر إن كان قريب عهد بالإسلام، أو نشأ بعيدا عن العلماء، وإلا أفطر، والجماع أيضا أما إذا جامع ناسيًا فكالأكل ناسيًا، وأما تعمد القيء فإن غلبه لم يبطل صومه.
3- الممسك : وهو الشخص الصائم (وعد الصائم ركنا في الصيام ولم يعد المصلي ركنا في الصلاة؛ لأن الصوم ليس له صورة في الخارج يحكم بها على الصائم بالصيام بخلاف الصلاة فإنها لها صورة في الخارج يحكم بها على المصلي أنه في الصلاة.
المفطرات : ويبطل الصوم بعشرة أشياء :
1- وصل الشيء عمدا إلى جوف : المنفتح أصالة أو عرضًا بواسطة الجرح كوصول عين من مأمومة إلى الرأس.
2- إدخال دواء في أحد السبيلين بحقنة أو غيرها.
3- القيء عمدا وإن تقين أنه لم يعد منه شيء إلى الجوف فإن لم يتعمده كأن غلبه مثلا لم يبطل صومه.
4- الوطء عمدا في الفرج ولو دبرا من آدمي أو غيره كبهيمة وإن لم ينزل ولا يفطر الصائم بالجماع ناسيا وإن كثر.
5- الإنزال وهو خروج المني الناشئ عن مس البشرة بدون حائل سواء كانت مباشرة محرمة في الأصل كالاستمناء، أو مباح كالاستمناء بيد الزوجة، ولا يفطر بخروجه بالاحتلام لأنه ليس من مباشرة.
6- الحيض : يقينا.
7- والولادة.
8- النفاس.
9- الجنون.
10- الردة : فمتى طرأ شيء منها في أثناء الصوم أبطله.

مستحباته :
ويستحب ثلاثة أشياء :
1- تعجيل الفطر : إن تحقق الصائم غروب الشمس، فإن شك فلا يعجل الفطر ويسن أن يفطر على تمر وإلا فماء.
2- تأخير السحور : ما لم يقع في شك، ولا يحصل السحور بقليل الأكل والشرب.
3- ترك الهجر : أي الفحش من الكلام الفاحش، فيصون الصائم لسانه عن الكذب والغيبة، ونحو ذلك كالشتم، وإن شتمه أحد فليقل مرتين أو ثلاثا إني صائم إما بلسانه كما قال النووي في الأذكار، أو بقلبه كما نقله الرافعي عن الأئمة واقتصر عليه.
4- ترك الشهوة التي لا تبطل الصوم كشم الرياحين ونحوها وترك نحو حجم كفصد.
5- اغتسال عن حدث أكبر ليكون على طهارة من أول صومه.
7- الإكثار من تلاوة القرآن ومدارسته.
8- الاعتكاف : لا سيما في العشر الأخيرة منه.
هذه جملة من الأحكام الفقهية للصوم، وهو الأمر الرابع بعد شهادة التوحيد، وإقام الصلاة، وإيتاءالزكاة.