في الصلاة على النبي "الله يذكرك".. سالم عبدالجليل يوضح

الصلاة على النبي ﷺ ليست مجرد كلمات نُرددها بألسنتنا، بل هي نورٌ يسري في القلوب، ورحمةٌ تُرسل من الأرض إلى السماء فترتدّ أضعافًا من البركات. إنها عبادة عظيمة، أمرنا الله بها في كتابه الكريم، حين قال:
“إن الله وملائكته يُصلّون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”.
كشف الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق عن أسرار تُقال لأول مرة عن فضل الصلاة على النبي محمد ﷺ، موضحًا كيف يمكن لهذا الذكر النبوي العظيم أن يغيّر حياة الإنسان، دنيا وآخرة.
وأكد عبد الجليل من برنامج “ الناس يتساءلون” من تقديم الإعلامية نانسي توفيق " على " قناة المحور "أن الأمر الإلهي بالصلاة على النبي جاء بصيغة مباشرة في القرآن الكريم، قائلاً: “إن الله وملائكته يُصلّون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”، مشيرًا إلى أن هذه العبادة ليست مجرد تعبير عن المحبة، بل وسيلة عظيمة لرضا الله وذكره للعبد نفسه.
وقال عبد الجليل: “حين نصلي على النبي، ليس النبي فقط من يذكرنا، بل الأعظم من ذلك: الله سبحانه وتعالى يصلي علينا”. وأضاف أن صلاتنا على النبي ﷺ ترفعنا عند الله، وتُذكرنا في الملأ الأعلى، وتفتح أبواب الرحمة والمغفرة، مؤكدًا أن كل صلاة واحدة من العبد، يُجازى عليها بعشر صلوات من الله.
وفي ردّه على من يصف النبي بأنه “قمر”، قال الدكتور سالم عبد الجليل إن هذا الوصف يختزل عظمة النبي، مشيرًا إلى أن الله وصفه بأنه “سراجًا منيرًا”، وهو وصف يجمع بين نور القمر وحرارة الشمس في آنٍ واحد، فهو ﷺ شمس بلا إحراق، وقمر بجمال وبهاء.
“الصحابي يسأل: كم أجعل لك من دعائي؟ والنبي يرد: كله!”
استعرض عبد الجليل قصة الصحابي الذي جاء يسأل النبي ﷺ: “كم أجعل لك من دعائي؟” أي: كم من الوقت أجعل للصلاة عليك؟
فردّ عليه النبي بأنه كلما زاد، كان “خيرًا له”، حتى قال له في النهاية:
“إذا جعلت صلاتك كلها لي، كُفيت همك وغُفر ذنبك.”
وهو ما فسره عبد الجليل بقوله:
“هل هناك في الدنيا والآخرة ما هو أعظم من أن يُكفى همك ويُغفر ذنبك؟”.
في ساعة السحر.. الاستغفار والصلاة على النبي هما المفتاح”
وأشار إلى أن أفضل أوقات الصلاة على النبي ﷺ هو وقت الأسحار، وهو الثلث الأخير من الليل، إذ يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه، فقال:
“في هذا الوقت، يتنزل الله سبحانه وتعالى ويقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داعٍ فأجيبه؟”.
وأكد أن من المستحب أن يبدأ الإنسان دعاءه بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي، ثم الدعاء، ثم يختم بالصلاة عليه – فهي مفتاح الدعاء المستجاب.
ختم الحديث: “إذا صليت الآن، الله يصلي عليك الآن”
واختتم عبد الجليل حديثه برسالة روحانية عميقة: “حين تقول الآن: اللهم صلِّ على سيدنا محمد، فالله في هذه اللحظة يصلي عليك عشرًا. تأمل هذا الفضل.. تأمل أن يكون الله يذكرك الآن، ويرفعك، ويرحمك”