الصلاة على النبي هل تقتصر على يوم الجمعة فقط.. وما أفضل الصيغ؟

في ظل ما يتناقله البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي من دعوات مكثفة للصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة تحديدًا، يتساءل كثير من المسلمين: هل تقتصر مشروعية الصلاة على النبي في يوم الجمعة وحده، أم أن ذلك الفضل ممتد في كل الأيام وما أفضل الصيغ؟
في هذا السياق، أوضح عدد من علماء الأزهر الشريف أن الصلاة على النبي محمد ﷺ ليست عبادة موسمية أو مرتبطة بيوم معين، بل هي من أعظم القربات وأفضل الطاعات التي يُندب إليها في كل وقت وحين، مؤكدين أن تخصيص يوم الجمعة بالإكثار من الصلاة على النبي له أصل في السنة، لكنه لا يعني بحال من الأحوال اقتصار هذه العبادة العظيمة على هذا اليوم فقط.
وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الصلاة على النبي ﷺ عبادة مشروعة في كل وقت، مستشهدًا بقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” [الأحزاب: 56]. وأضاف أن فضل هذه الصلاة يتعاظم يوم الجمعة، حيث ورد في الحديث الصحيح: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ” – رواه أبو داود.
وأشار الجندي إلى أن هذا الحديث يدل على خصوصية يوم الجمعة في الإكثار من الصلاة على النبي، لا على قصرها عليه، داعيًا المسلمين إلى المحافظة على هذه العبادة المباركة طوال أيام الأسبوع، لما فيها من رفع للدرجات ومحو للسيئات وشفاعة يوم القيامة
أفضل صيغ الصلاة على النبي ﷺ كما وردت في السنة النبوية
وفي سياق متصل، أوضح العلماء أن هناك العديد من الصيغ الواردة والمشروعة في الصلاة على النبي ﷺ، وكلها صحيحة ومقبولة، ومن أفضلها ما ورد في السنة النبوية، لا سيما ما يُعرف بـ الصيغة الإبراهيمية، والتي تُعدّ الأكمل والأشمل، وقد علمها النبي ﷺ لأصحابه حين سألوه: “كيف نصلي عليك؟”، فأجابهم بقوله:
“اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.”
– رواه البخاري ومسلم
ويُرددها المسلمون اليوم في كل صلاة أثناء التشهد، وهي من أعظم الصيغ التي يجتمع فيها الثناء، والدعاء، والمكانة النبوية.
كما أشار العلماء إلى وجود صيغ أخرى مختصرة وردت عن النبي ﷺ وأصحابه، يمكن للمسلم أن يرددها في أي وقت، ومنها:
2. “اللهم صل وسلم على نبينا محمد.”
– وهي صيغة مختصرة وسهلة لمن أراد الإكثار دون تعقيد.
3. “اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي.”
– من الصيغ التي وردت في بعض الآثار والأدعية.
4. “صلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.”– وهي صيغة شاملة تُجمع بين الصلاة والسلام والدعاء للآل والصحب.
وأكد علماء الأزهر ودار الإفتاء أن التنوع في الصيغ مستحب، وأن المسلم إذا اقتصر على أي صيغة صحيحة نال الأجر والثواب، بل كلما أكثر من الصلاة على النبي ﷺ نال من الفضل ما لا يُحصى، مصداقًا لقول النبي:“من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا.”– رواه مسلم