عالم أزهري يحذر: «مقولة من يؤتمن على العرض» خدعت النساء وانتهى بالمحاكم|فيديو

حذر الشيخ أشرف عبد الجواد، أحد علماء الأزهر الشريف، من الانسياق وراء التريندات الاجتماعية مثل قائمة المنقولات التي تنتشر دون وعي، وعلى رأسها مقولة: "من يؤتمن على العرض لا يُسأل عن المال"، مؤكدًا أن هذه العبارة، التي تسببت في جدل واسع خلال السنوات الأخيرة، أدت إلى ضياع حقوق العديد من الفتيات بعد الزواج.
جاء ذلك خلال حوار عبر شاشة "الشمس"، حيث تطرق الشيخ أشرف عبد الجواد إلى المخاطر الشرعية والاجتماعية المترتبة على التنازل عن قائمة المنقولات الزوجية تحت دعاوى الثقة.
واقعة تحولت من "تريند" إلى مأساة قضائية
كشف الشيخ أشرف عبد الجواد عن قصة فتاة وقعت ضحية لهذا المفهوم المغلوط، بعدما تنازل والدها عن كتابة القائمة أثناء عقد القران، متأثرًا بالموجة الإلكترونية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قائًلا: "هذه الفتاة كانت حديث الناس في البداية، الكل أشاد بثقة والدها في الزوج، حتى أصبحت قصة ملهمة، ولكن بعد فترة قصيرة، تحولت حياتها إلى مأساة."
وأوضح الشيخ أشرف عبد الجواد أن الزوج لم يحترم الأمانة التي أوكلت إليه، مما دفع الفتاة إلى اللجوء لمحاكم الأسرة، حيث استمر نزاعها القضائي ثلاث سنوات دون أن تتمكن من استرداد حقوقها بالكامل، بسبب غياب المستندات القانونية.
الإسلام لا يمنع الثقة لكنه يُقر الضمانات
أكد الشيخ أشرف عبد الجواد أن الشرع لا يُخالف مبدأ الثقة بين العائلات، لكنه في الوقت نفسه يُقر مبدأ توثيق الحقوق والضمانات، ومنها قائمة المنقولات الزوجية، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من عقد الزواج في العُرف المصري، ولها سند قانوني وشرعي.
وأضاف: "الثقة لا تُبنى على التنازل عن الحقوق، بل على حفظها. ومثلما يؤتمن الرجل على العرض، يجب أن يُسأل عن المال، لأن في المال حقوقًا واجبة، والتهاون فيها قد يُسبب ضياعًا ومظالم."
الزواج شراكة عقلية قبل أن يكون عاطفية
أوضح أن الزواج في الإسلام شراكة عقلية ومسؤولية متبادلة، وليس مجرد علاقة عاطفية لحظية، مشيرًا إلى أن بعض الأسر تتأثر بالعاطفة أو الضغط المجتمعي والتريندات، فتتخلى عن حقوق بناتهن دون إدراك للعواقب المستقبلية.
وقال: "الضمانات ليست دليل شك، بل حماية للطرفين، والشرع لم يمنع كتابة الحقوق أو توثيقها، بل أمر بها لحفظ الكرامة والأمان الأسري."

نصيحة للمقبلين على الزواج
اختتم الشيخ عبد الجواد حديثه برسالة هامة لكل من يُقبل على الزواج، خاصة أولياء الأمور، قائلًا: "الثقة لا تعني التغافل عن الوثائق، والكرامة لا تتعارض مع الحيطة، حافظوا على بناتكم ولا تتركوهن عرضة لظلم قد يستمر لسنوات، وثّقوا الحقوق كما أمر الشرع، وابتعدوا عن الشعارات التي لا تتحملها الحقيقة."