عاجل

ما هي تحية دخول المسجد الحرام وما فضلها؟.. دار الإفتاء توضح

المسجد الحرام
المسجد الحرام

يحظى المسجد الحرام بمكانة استثنائية في قلوب المسلمين، ليس فقط لكونه أول بيت وُضع للناس، بل لأنه موطن الشعائر ومهوى أفئدة المؤمنين من شتى بقاع الأرض. وفي ظل استعداد ملايين المسلمين لأداء مناسك الحج و، يبرز سؤال يتكرر بين الزائرين: ما هي تحية دخول المسجد الحرام؟ وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء أن :

تحية دخول المسجد الحرام هي الطواف بالكعبة المشرّفة سبعة أشواط، إلا في حال خشي المسلم أن تفوته الصلاة المفروضة، أو السنن الرواتب المؤكدة، أو تفوته الجماعة في الفريضة – حتى إن كان وقت الصلاة ممتدًا – أو إن كان عليه قضاء صلاة فائتة، ففي هذه الحالات يُقدِّم الصلاة على الطواف، ثم يشرع في الطواف بعدها

مكانة المساجد في الإسلام

أولى الإسلام المساجد منزلة عظيمة ومكانة سامية، فجعلها من أحبّ البقاع إلى الله، ونسبها إليه تشريفًا وتعظيمًا، كما في قوله تعالى:
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: 18].

وبهذه المنزلة الرفيعة، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل داخل إلى المسجد أن يُصلّي ركعتين تحيةً له قبل أن يجلس، كما جاء في الحديث الذي رواه أبو قتادة السلمي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ»
[رواه البخاري ومسلم].

تحية دخول المسجد الحرام وأقوال العلماء فيها

وبما أن المسجد الحرام يتميز عن غيره من المساجد بفضله ومكانته، فقد بيّن أهل العلم أن تحية الداخل إليه تختلف؛ فالمستحب لمن يدخل المسجد الحرام أن يبتدئ بـ الطواف بالكعبة، على خلاف بقية المساجد التي تُستقبل بتحية الركعتين.
لكن يُستثنى من ذلك من خشي فوات الصلاة المفروضة، أو الجماعة، أو السنن الراتبة، أو كان عليه صلاة فائتة؛ ففي هذه الحالات يُقدَّم أداء الصلاة على الطواف.

وقد صرّح بذلك جمهور الفقهاء:
• قال الكمال بن الهمام الحنفي في فتح القدير ):
“أول ما يبدأ به الداخل للمسجد – سواء كان محرمًا أو غير محرم – هو الطواف، ما لم يكن الوقت وقت منع الطواف، أو عليه صلاة فائتة، أو خشي فوات الفريضة أو الوتر أو السنن الراتبة، ففي هذه الحالات تُقدَّم الصلاة ثم الطواف.”
• وقال الحصكفي الحنفي في الدر المختار (ص: 160):“من دخل مكة يبدأ بالمسجد الحرام، ثم يشرع في الطواف؛ لأنه تحية البيت، إلا إذا خاف فوات المكتوبة أو جماعتها أو الوتر أو السنن.”
• وقال الحطاب المالكي في مواهب الجليل :“تحية المسجد الحرام هي الطواف؛ فمن دخل المسجد الحرام يبدأ بالطواف.”
• وقال النووي الشافعي في المجموع):“البدء بالطواف مستحب لكل داخل إلى المسجد الحرام، سواء كان محرمًا أو غيره، إلا إن خشي فوات فرض، أو سنة مؤكدة، أو جماعة، أو عليه قضاء، فيقدّمها على الطواف.”
• وقال ابن قدامة الحنبلي في المغني :
“الطواف هو تحية المسجد الحرام، كما أن ركعتي التحية هي تحية بقية المساجد.”

الدليل على أن الطواف هو تحية المسجد الحرام

وقد ثبت هذا الفعل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، كما في حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه، حيث نقل عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل مكة بدأ بالطواف مباشرة بعد الوضوء، ولم يشرع في عمرة، ثم فعل مثل ذلك الخلفاء الراشدون وأصحابه الكرام، والمهاجرون والأنصار من بعدهم، فكان أول ما يبدأ به الجميع هو الطواف، قبل أي عمل آخر.

وقد روى البخاري هذا الحديث مطولًا، وفيه أن الجميع كانوا يطوفون أولًا، ولا يُصَلّون تحية المسجد، ولا ينشغلون بشيء غير الطواف.

وقد علّق البدر العيني في عمدة القاري (9/284) على هذا الحديث بقوله:“أي: لا يُصلّون ركعتين لتحية المسجد، ولا يشتغلون بشيء غير الطواف عند الدخول.

تم نسخ الرابط