الرئيس اللبناني يكشف خطة إعادة إعمار الجنوب بـ 14 مليار دولار|فيديو

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن تكلفة إعادة إعمار الجنوب اللبناني تُقدّر بنحو 14 مليار دولار، مشيرًا إلى أن هذه الكلفة تشمل إصلاح المنازل المتضررة، شبكات المياه، الكهرباء، والطرق، إثر الدمار الذي خلفته الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وقال خلال مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON: "لدينا اتفاقية مع البنك الدولي لتمويل مشاريع البنية التحتية، ونعمل على جذب مساعدات خارجية واستثمارات مباشرة لإعادة الإعمار"، مضيفًا أن الإصلاح هو الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان.
نرحب بالاستثمار الأجنبي
في تصريح يحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولي، شدد الرئيس عون على أن لبنان لا يطلب الهبات أو المساعدات المجانية، بل يسعى إلى جذب الاستثمارات في قطاعات حيوية مثل الكهرباء، الغاز، البنية التحتية، والمطارات.
وقال: "المساعدات الدولية ستصل عاجلًا أم آجلًا، ولكننا نركّز على خلق بيئة اقتصادية مستقرة تشجع المستثمرين على الدخول إلى السوق اللبنانية".
اتفاق مع صندوق النقد الدولي
توقّع الرئيس اللبناني توقيع اتفاق مرتقب مع صندوق النقد الدولي في موعد أقصاه الخريف المقبل، وهو الاتفاق الذي يعوّل عليه الكثيرون لإنقاذ الاقتصاد اللبناني المنهك، مشيرًا إلى أن المفاوضات تسير بخطى إيجابية.
وأضاف: "لبنان يحتاج إلى هذا الاتفاق ليعيد الثقة الدولية ويطلق عجلة النمو".
مؤسسات منهارة وفساد متفشٍ
في حديثه عن أبرز التحديات بعد توليه الرئاسة، كشف جوزيف عون أنه صُدم بحجم الفساد واهتراء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى الشغور الإداري الواسع في العديد من المواقع الحساسة، خصوصًا بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وأشار إلى أن إعادة الثقة بين الشعب والدولة، وبين الدولة والمجتمع الدولي، تُعد من أصعب المهام التي يواجهها حاليًا.
من الجيش إلى القصر الجمهوري
عن انتقاله من قيادة الجيش إلى رئاسة الدولة، قال عون إن التحول لم يكن سهلاً، مضيفًا:"بعد 41 عامًا في الجيش، لم يكن من السهل خلع البدلة العسكرية، لكن الواجب الوطني كان أقوى من أي شعور شخصي".
وأضاف بابتسامة: "لم أتغير .. لكن مقاربتي للمواضيع أصبحت مختلفة في الجيش القرارات تُتخذ بسرعة، أما في الرئاسة فالأمور أعقد وتتطلب توافقات".
هكذا استقبل خبر ترشيحه للرئاسة
في لحظة صراحة نادرة، كشف عون عن ردة فعله الأولى حين علم أنه مرشح للرئاسة، قائلاً: "قلت لنفسي: الله يبعدها عني .. فهذا المنصب ليس امتيازًا، بل مسؤولية ضخمة".
وأشار إلى أنه طلب من عائلته تحمل المسؤولية معه، وكانوا داعمِين له منذ اللحظة الأولى، مؤكدًا أن رئاسة الجمهورية وسيلة لبناء الدولة، لا غاية في حد ذاتها.

بناء الدولة أولويتنا
اختتم الرئيس اللبناني حديثه بتجديد التزامه الكامل بمشروع بناء الدولة واستعادة دور لبنان الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الاستقرار والأمن والإصلاح الاقتصادي هي ثلاثية لا يمكن التنازل عنها.
وقال بحزم:"لبنان ليس دولة مفلسة .. بل دولة أُرهقت بسوء الإدارة والفساد، ونعمل بكل جهد لإعادتها إلى الطريق الصحيح".