جوزيف عون : لا نملك عصاً سحرية لكن نمتلك إرادة الإصلاح وبناء الدولة الحديثة

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، تفهمه العميق لمخاوف اللبنانيين التي تعود لخمسة عقود من الحروب والانقسامات، داعيًا الشعب إلى التحلي بالصبر والثقة بمسيرة الإصلاح التي بدأتها الدولة.

وفي لقاء خاص عبر برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، قال عون: "لا نملك عصا سحرية، لكن نملك الإصرار الكامل على الإصلاح، وعلى بناء لبنان جديد يحظى بثقة أبنائه والعالم من حوله".

إصلاحات كبرى قيد التنفيذ

كشف الرئيس عون، عن إنجاز عدد من الملفات العالقة، على رأسها تعيينات أمنية حساسة وتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، مشيرًا إلى أن التعيينات القضائية والدبلوماسية ستتم قريبًا.

كما لفت إلى إقرار قانون سرية المصارف وتوقيعه رسميًا، بينما يناقش البرلمان حاليًا قانون إصلاح القطاع المصرفي تمهيدًا لمعالجة الفجوة المالية التي أثقلت كاهل الاقتصاد اللبناني.

تحسن المؤشرات الاقتصادية

أشار عون إلى أن المؤشرات الاقتصادية والتنموية شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، معتبرًا أن هذا التحسن يعكس بداية الخروج من الأزمة الشاملة التي عانى منها لبنان في السنوات الماضية.

وقال: "من حق اللبنانيين أن يشعروا بالخوف، لكن ازدياد آمالهم يزيد من مسؤوليتنا.. ونحن اليوم نعمل بتناغم غير مسبوق مع الحكومة ومجلس النواب، رغم بعض الخلافات، والهدف هو واحد: بناء الدولة".

إعادة الإعمار أولوية ملحة

وفي معرض حديثه عن الوضع العام، أوضح عون أن الدولة التي تسلمها كانت "مهترئة ومفككة"، وأن الهم الأساسي اليوم هو استعادة ثقة الناس بالدولة، وبناء جسور الثقة مع المجتمع الدولي.

كما شدد على أن إعادة الإعمار، خاصة في الجنوب، باتت من أولويات الدولة اللبنانية، موضحًا أن الأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي كبيرة جدًا في البنية التحتية والمنازل وشبكات الكهرباء والمياه والطرق.

خطة شاملة

وكشف عون أن لبنان بحاجة إلى 14 مليار دولار لإعادة إعمار الجنوب، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقًا مع البنك الدولي لتمويل مشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى سعي الدولة لجذب مساعدات خارجية واستثمارات أجنبية مباشرة لدفع عجلة الإعمار.

وأكد أن لبنان لن يتمكن من تجاوز أزماته دون إصلاح حقيقي وجذري، قائلاً: "لا يوجد أمامنا أي خيار سوى الإصلاح .. إنه الطريق الوحيد نحو دولة مستقرة واقتصاد قوي".

الشعب اللبناني يستحق 

اختتم الرئيس اللبناني حديثه برسالة واضحة إلى الشعب، مفادها أن المرحلة القادمة ستشهد تحولات فعلية على مستوى الأداء العام والإصلاح السياسي والاقتصادي، مؤكدًا أن لبنان الجديد قيد التأسيس، بدعم من شعبه ومن شركائه الإقليميين والدوليين.

وقال: "نحن مصممون على بناء دولة تليق بتضحيات اللبنانيين .. هذه مسؤوليتنا والتزامنا".