الرئيس اللبناني: لا سلاح خارج الدولة .. وحزب الله مطالب بالاندماج في الحياة
في حديث خاص مع الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن علاقته مع حزب الله ليست مباشرة، موضحًا أن التواصل مع الحزب يتم عبر رسائل غير رسمية ومن خلال وسطاء، وخاصة في إطار ملف السلاح.
وأشار إلى أن "الوضع الأمني للحزب لا يسمح لقادته بالتحرك بحرية"، مما يعقد من طبيعة العلاقة المباشرة، لكنه شدد على أن الحوار حول السلاح وحصرية قرار الحرب لا يمكن تجاهله.
السلاح بيد الدولة فقط
في رده على سؤال حول ما إذا كان حزب الله قادرًا على قبول دوره كمكوّن سياسي فقط دون امتلاك أدوات عسكرية، أجاب عون بشكل قاطع: "لا أحد في لبنان يملك الثلث المعطل اليوم، وحزب الله ليس لديه خيار سوى القبول بمفهوم الدولة".
وأضاف أن من حق الحزب المشاركة السياسية في المؤسسات الدستورية، ولكن لا يمكن لأي مكون أن يحمل السلاح خارج إطار الدولة، موضحًا أن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون حصريًا بيد الدولة اللبنانية، وليس بيد فصيل أو جماعة.
وحدة لبنان الضمان الحقيقي
أكد عون أن حصرية السلاح تشمل جميع أنواع السلاح على الأراضي اللبنانية، سواء سلاح حزب الله أو السلاح الموجود في المخيمات الفلسطينية.
وتساءل بلهجة حاسمة: "هل سلاح المخيمات قادر على تحرير فلسطين؟ أم يُستخدم في النزاعات الداخلية؟" معتبرًا أن استمرار هذا الوضع يهدد استقرار لبنان، ويحوّله إلى ما وصفه بـ"نصف دولة".
لقاء مرتقب مع الرئيس عباس
أعلن الرئيس عون أنه في انتظار زيارة مرتقبة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، حيث سيتم بحث ملف سلاح المخيمات الفلسطينية، لاسيما بعد رصد وجود أسلحة ثقيلة داخل بعض المخيمات.
كما أكد أن لبنان لن يتهاون مع أي طرف يعبث بأمنه الداخلي، مشيرًا إلى أن تحذيرات صارمة قد وُجهت مؤخرًا إلى حركة حماس بعد محاولة استغلال الساحة اللبنانية سياسيًا أو أمنيًا.
تصريحات حزب الله الأخيرة
وفي سياق التعليق على تصريحات أمين عام حزب الله الأخيرة والتي بدت رافضة لفكرة تسليم السلاح، قال عون إن تلك التصريحات قد تكون موجهة للمناصرين والقاعدة الشعبية، لكنه يعتقد أن الحزب بدأ يقتنع بأن الدولة هي الضامن الوحيد لجميع اللبنانيين.
وشدد عون في ختام تصريحاته على أن الدولة وحدها، ممثلة بمؤسساتها وعلى رأسها الجيش، هي من يجب أن تتولى مسؤولية الدفاع والسيادة، قائلاً: "إذا وقعت مواجهة مع إسرائيل، فإن الجيش اللبناني هو من يتحمل المسؤولية... لا يمكن أن نستمر كدولة نصف مكتملة السيادة".
الرسالة السياسية واضحة
واختتم عون بالقول إن مفهوم الدولة لا يحتمل وجود جماعات مسلحة خارجة عن السيطرة الرسمية، داعيًا جميع الأطراف، وفي مقدمتهم حزب الله، إلى الانخراط الكامل في مؤسسات الدولة وفقًا للدستور، مشيرًا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في لبنان.
