عاجل

بعد 25 يوما في العناية.. وفاة الصغير ضحية سقوط الأسانسير ببورسعيد

الطفل يوسف ضحية الأسانسير
الطفل يوسف ضحية الأسانسير ببورسعيد

بعد غيبوبة استمرت لقرابة الـ 25 يوما، لفظ الطفل "يوسف" ابن حارس العقار "البواب" ، بمحافظة بورسعيد ،والذي كان قد تعرض لحادث مأساوي بسقوط الاسانسير على رأسه واصابته بإصابات بالغة الخطورة أجرى على أثرها عملية جراحية في المخ ،وفقد الوعي ،مما أدمى قلبي أبويه ،اللذان لم يتركا المشفى واطلقوا استغاثة عبر موقع "نيوز روم" لإنقاذه ولكن ذهبت روحه عند بارئها.

وفي حديث خاص مع والدة "يوسف" عقب وفاته، قالت "لنيوز روم" بنبرة تملؤها الحسرة والحزن والألم الشديدين :" اخبري الجميع أن ابن البواب مات ،اخبروهم إن سندي وأخي راح".

الأسرة المكلومة 
الأسرة المكلومة 

حلم الرحيل 

وهكذا تحقق حلم والده الذي رآه قبل وفاته بيومين وسرده لنا في بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لموقع نيوز روم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، حيث قال إنه رأى يوسف قد فاق من غيبوبته وقال له تعالي نمشي ونسافر وأخذه من يديه ، وبالفعل رحل يوسف الطفل ذو ال11 عاما قبل أن يحقق حلم والدته بسفره عندما يكبر وحصوله على المال الكثير ليعوضها عن ايام عملها وتعبها لتربيه هو وأخوه الصغير ياسين.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تفقد فيها "علية حسن" ام يوسف ، فلذة كبدها فلضيق ذات اليد وبساطة حالهم توفيت رضيعتها ذات الشهور القليلة من العمر لمرضها بثقبين في القلب ،وعدم مقدرتها على علاجها .

والدة يوسف
والدة يوسف

وكان الاب والام يعيشان في غرفة صغيرة تحت سلم إحدى عمارات منطقة أرض العزب بمحافظة بورسعيد،  حيث تعرض ابنها الصغير "يوسف"، الطفل الذي تحطمت طفولته في لحظة مأساوية تحت أنقاض مصعد سقط من الطابق الخامس مباشرة على رأسه.

طفولة معلّقة بين السماء والأمل

"الحقوا ابني هيروح مني!".. بتلك الكلمات كانت قد اختصرت "علية حسن" مأساة عمرها في صرخة استغاثة، تحاول بها إنقاذ يوسف ابن الـ11 عامًا، التلميذ المجتهد وحافظ القرآن، الذي كان يعين أسرته البسيطة ويصعد يوم الحادث لإحضار طعام، قبل أن تنهار عليه كابينة الأسانسير وتسلبه وعيه وحركته وكلماته.

والد يوسف 
والد يوسف 

يوسف بين الحياة والمجهول.. والأطباء: ادعوا له

نُقل يوسف على الفور إلى مستشفى السلام ببورسعيد، وهناك خضع لجراحة عاجلة بعد إصابته بنزيف حاد في المخ، ومنذ ثلاثة أسابيع وهو لا يستجيب، فاقد الوعي تمامًا، دون أي مؤشرات على تحسنه. الأم تحبس أنفاسها في كل لحظة، تبيت إلى جواره، تبكي وتدعو وتنتظر معجزة.

من فقدان طفلة إلى مأساة يوسف.. حكاية أم لم تيأس من رحمة الله

تحكي الأم بقلب مثقل بالحزن: "من سنين ماتت بنتي الصغيرة بثقب في القلب، وماكانش معانا فلوس نعالجها.. بس ربنا عوضني بيوسف، كان بيكبر قدامي، راجل صغير بيشيل معايا الشيلة، بيصلي ويحفظ القرآن، وكان دايمًا يقول لي: لما أكبر هعوضك يا ماما".

يوسف في مرحلة الروضة 
يوسف في مرحلة الروضة 

الأب: "يوسف سندي وظهرى.. وما تخيلتش حياتي من غيره"

رضا جمعة، الأب المكلوم، جاء من محافظة المنيا منذ 15 سنة ليبحث عن لقمة العيش في بورسعيد. عمل كعامل نظافة، ثم حارس عقار، أصيب في حادث سابق واضطر لتركيب شرائح ومسامير في جسده. يقول: "يوسف مش بس ابني، ده كان السند، الشريك، فرحتي اللي كنت شايلها للزمن.. شفته في المنام بيقول لي: ما تعيطش يا بابا، وطلع يجرى بيا".

صرخة إنسانية: أنقذوا يوسف قبل فوات الأوان

أسرة يوسف كانت بلا مال ولا حول ولا قوة، وكانوا يعيشون على الأمل والدعاء، وكل ما يرجونه هو عرض يوسف على كبار الأطباء لمعرفة حالته الحقيقية، والتدخل لعلاجه. "يمكن ربنا يكتب له عمر جديد"، تقول الأم، بينما ترفع عينيها إلى السماء بقلب لا زال يؤمن بالمعجزات، وتوفي يوسف ورحل عن عالمنا ليترك بقلب أبويه جرح ينزف ولن يتوقف عن البكاء.

الرحيل الأخير 

وتستعد الأسرة الان لإنهاء إجراءات خروج يوسف من مستشفى السلام التي كانت يرقد بها لعدة اسابيع، حتى يتسنى لهم السفر به إلى محافظة المنيا مركز سملوط ليوارى الثرى جسده النحيل، ويودعوه وداعه الاخير ، ودفنه بمقابر الأسرة حيث كان مسقط رأس والديه ومقر العائلة.

تم نسخ الرابط