كبيرة تستوجب التوبة.. ماذا يقول الشرع عن أحداث مقابر دبو عوام بالدقهلية؟

حالة من الاستياء تسببت بها انتشار صور لواقعة هدم مقابر قرية دبو عوام لخلافات ملكية الأرض على يد 7 أشخاص من أهالي القرية، وفي البحث عن الحكم الشرعي لهذه الواقعة رصد موقع «نيوز رووم» التالي.
انتهاك حرمة الأموات ونبش قبورهم من كبائر الذنوب
يقول الشيخ هشام الصوفي الواعظ بالأزهر:«اتفق الفقهاء على حرمة نبش القبر، فلا يجوز هتك حرمة القبر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) رواه أبو داود، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الإسراء/ 70، ومن كرامته أن لا يُنبش قبره ولا تُنتهك حرمته، وأن من كبائر الذنوب انتهاك حرمة الأموات ونبش قبورهم لغير ضرورة معتبرة شرعا».
أحداث قرية دبو عوام.. فعل يستوجب التوبة
وتابع الصوفي في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: «الواجب على من شارك في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى. وللقانون أن ياخذ مجراه في عقوبة هؤلاء بناءً على ما جاء قانون العقوبات المصرى الحالى رقم 58 لسنة 1937 ليكون أول تشريع جنائى فى مصر يعاقب بعقوبة الحبس والغرامة على انتهاك حرمة القبور والجبانات أو تدنيسها. حيث نصت المادة 160من قانون العقوبات المصرى على أنه: "كل من أنتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها – تكون العقوبة بالسجن الذى لا يزيد مدته على خمسة سنوات إذا أرتكب أى من الجرائم المنصوص عليها فى المادة (160) تنفيذاً لغرض إرهابى".
مقبرة الميت وقف لا يجوز بيعه أو التصرف فيه
ونبه أن المكان الذي يدفن فيه الميت يعتبر وقفاً عليه، فلا يجوز بيعه ولا التصرف فيه، فما دام الدفن تم برضى صاحب الأرض، فقد أصبح المكان وقفاً على صاحب القبر، ولا يجوز نقله، وكذلك الحال إذا كان مشتري الأرض يعلم بوجود القبر في الأرض قبل البيع، فليس له حق في الاعتراض؛ لأن إمضاء العقد مع العلم بالحال يعتبر قبولاً ورضاً، فإذا كان جاهلاً بوجود القبر، فله حق الفسخ، وأما إذا تم الدفن بغير رضى صاحب الأرض أو علمه، فيجوز نقل الميت؛ لأنها عندئذٍ أرض مغصوبة، جاء في [ أسنى المطالب 1/ 324]: "لو دفنوه في ملكه ثم باعوه فليس للمشتري نقله لسبق حقّهم... وللمشتري الخيار في فسخ البيع إن جهل الحال".
وشدد: لا يجوز نقل رفات الميت من مكانه إلا إذا صدر حكم قضائي بات بأحقية الأرض لطرف غصبت منه، ويتحرى في هذا النقل إذن السلطات واحترام أدمية الميت وتكريمه.
نبش قبر الميت أمر محرم شرعًا
واتفق معه الشيخ سعد الفقي من علماء وزارة الأوقاف والكاتب والباحث الإسلامي، حيث يقول إنه لا يجوز نبش المقابر فنبش قبر الميت أمر محرم شرعًا إلا للضرورة، لقول العلامة خليل المالكي في المختصر مع شرحه: (وَالْقَبْرُ حَبْسٌ عَلَى الْمَيِّتِ لَا يُنْبَشُ): أَيْ يَحْرُمُ نَبْشُهُ (مَا دَامَ) الْمَيِّتُ (بِهِ): أَيْ فِيهِ.
واتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى مَنْعِ نَبْشِ الْقَبْرِ إلاَّ لِعُذْرٍ وَغَرَضٍ صَحِيحٍ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ مِنَ الأْعْذَارِ الَّتِي تُجِيزُ نَبْشَ الْقَبْرِ كَوْنَ الأْرْضِ مَغْصُوبَةً، أَوِ الْكَفَنِ مَغْصُوبًا، أَوْ سَقَطَ مَالٌ فِي الْقَبْرِ.
وقال «الفقي» في تصريح لـ «نيوز رووم»، إن ماحدث في قرية دبو عوام مركز المنصورة جريمة مكتملة الأركان. فلايحوز أبدًا أن يؤدي الخلاف إلى ذلك.لاسيما أن هناك طرق مشروعة وهي القانون لبيان الحق. وهناك قوانين تحكم ذلك في وزارة الصحة والبيئة والحكم المحلي.
بلاغ بهدم مقابر دبو عوام بالدقهلية
وأثارت واقعة قرية دبو عوام بمركز المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، موجة من الغضب الواسع بين الأهالي بعد قيام 7 أشخاص بهدم مقبرة على رفات الموتى والتعدي على حرمتهم بسبب خلافات بين الطرفين حول ملكية المدفن.
وتلقى مدير أمن الدقهلية إخطارًا من مدير المباحث الجنائية يفيد بقيام ثلاثة أشخاص بهدم مقابر بقرية دبو عوام التابعة لمركز المنصورة، على رفات الموتى وتعديهم على حرمتهم.