عاجل

الجنازات في الإسلام.. أحكامها وآدابها والدعاء المأثور حتى دفن الميت

صلاة الجنازة
صلاة الجنازة

تمثل الجنازات في الإسلام مشهدًا مهيبًا من مشاهد التكافل الإنساني والروحي، وتُجسد أعظم صور الرحمة والوفاء بحق الإنسان بعد وفاته. فهي ليست مجرد طقس ديني، بل عبادة لها فضل عظيم، وحكمة بالغة في تذكير الأحياء بالحقيقة الكبرى: الموت.

أحكام الجنازات في الإسلام

وقد اعتنى الإسلام اعتناءً بالغًا بالجنازة، من تغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه، إلى حمله ودفنه، وجعل ذلك كله من الحقوق الواجبة للمسلم على إخوانه، حيث قال النبي ﷺ:“حق المسلم على المسلم خمس…” وذكر منها: اتباع الجنائز. 

الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، قال إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا في حديثه الشريف بعدة أمور من بينها اتباع الجنازات، موضحًا أن ذلك ليس واجبًا شرعًا، بل هو من السنن المندوبة، أي أن فِعلها يُثاب عليه المسلم، وتركها لا يعاقب عليه.

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، أن القاعدة الفقهية تقول: "إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين"، لكن من يتبع الجنازة له أجر عظيم، فقد ثبت في الحديث أن من تبع الجنازة حتى تُصلى عليها ويرجع، يرجع بـ"قيراط من الأجر"، وهذا القيراط يُشبَّه بـ"جبل أُحد" من الثواب.

وأشار إلى أنه في البلاد الإسلامية حيث يتوافر الأقارب والمعارف والأحباب، فإن حضور الجنازة أمر مستحب وليس واجبًا، ولا يأثم المسلم إذا لم يتبعها، لكنه يفوّت على نفسه الأجر والثواب، أما إذا وُجد المسلم في مكان لا يوجد فيه غيره بين غير المسلمين، ومسلمٌ قد تُوفي، ففي هذه الحالة يصبح اتباع الجنازة واجبًا عليه؛ لأن المتوفى لن يُدفن أو يُصلى عليه إلا به، وهذا من باب حفظ حقوق المسلم الميت.

وأكد على أن الصلاة على الجنازة عند بعض العلماء واجب كفائي، لكن اتباع الجنازة حتى الدفن ظلّ محل اتفاق على كونه من السنن المستحبة، إلا في الضرورة كما ذُكر.

آداب اتباع الجنازات:

1. إخلاص النية لله تعالى
– يكون الهدف من اتباع الجنازة طلب الأجر والاقتداء بهدي النبي ﷺ، وليس مجاملة اجتماعية أو عادة.


2. الهدوء والسكينة
– يُستحب أن يسير المشيعون بخشوع ووقار دون ضجيج أو رفع صوت، تعظيمًا للموقف وتقديرًا لحُرمة الموت.


3. عدم الجلوس قبل دفن الميت
– يُستحب أن يبقى من تبع الجنازة واقفًا حتى يتم الدفن، كما جاء في السنة النبوية: “إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تُوضع”.


4. مراعاة مشاعر أهل الميت
– بكلمات مواساة رقيقة، بعيدًا عن التهويل أو التذكير بالمآسي، فالموقف موطن للتخفيف لا للتأجيج.


5. الالتزام بالآداب الإسلامية
– تجنب المزاح أو التحدث بأحاديث الدنيا أثناء التشييع، مع المحافظة على الخشوع والذكر.


6. الدعاء للميت بصدق
– كثرة الدعاء والاستغفار للميت، خاصة أثناء حمله وبعد دفنه: “اللهم اغفر له، وارحمه، وعافِه، واعفُ عنه…”


7. عدم التبرم من طول الوقت
– اتباع الجنازة حتى الدفن عبادة، والصبر على طول المدة من علامات الإخلاص.


8. الحرص على صلاة الجنازة
– وهي من أعظم القربات، وثوابها قيراط، ومن تبع الجنازة حتى الدفن فله قيراطان.


9. احترام الطريق وعدم تعطيل الناس
– التزام النظام وعدم التجمهر أوالتعدي على الطرقات، مراعاة للآخرين.


10. التفكر في الآخرة
– حضور الجنازات فرصة لتذكر الموت والاعتبار، فيلين القلب ويقوى الإيمان

تم نسخ الرابط