عاجل

هل للمرأة التي توفي عنها زوجها قبل الدخول عدة؟ دار الإفتاء توضح

العدة
العدة

في ظل سعي كثير من الناس لفهم أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزواج والطلاق والوفاة، يتساءل البعض عن موقف المرأة التي تُوفي عنها زوجها قبل أن يتم الدخول بها رسميًا، وما إذا كانت عليها عدة أم لا، وهو تساؤل ورد إلى دار الإفتاء المصرية مؤخرًا، لتوضيح الرأي الشرعي في مثل هذه الحالة الخاصة.

وأكدت دار الإفتاء أن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها واجبة شرعًا سواء دخل بها الزوج أم لم يدخل، وسواء كانت المعاشرة قائمة أم لم تتم، طالما تم عقد القران الشرعي بينهما. واستندت الدار في ذلك إلى قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}
[سورة البقرة: 234]

وهذا النص القرآني، بحسب ما أوضح علماء الأزهر، يشمل جميع الزوجات دون تفرقة بين من تم الدخول بهن ومن لم يتم. حيث إن لفظ “أزواجًا” في الآية يشير إلى عقد الزوجية القائم، وليس شرطًا أن تكون العلاقة قد اكتملت بالمعاشرة الفعلية.

وأوضحت الإفتاء أن العدة في هذه الحالة تكون لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام هجريًا، تبدأ من تاريخ وفاة الزوج، ويُحظر خلالها خروج الزوجة من بيت الزوجية إلا للضرورة، كما لا يُسمح لها بالزواج من آخر خلال هذه الفترة.

من جانبه، قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى مصورة منشورة عبر الصفحة الرسمية للدار:

“لو مات الزوج بعد عقد القران، ولم يتم الدخول، فإن الزوجة تُعد أرملة شرعًا، وتدخل في حكم المتوفى عنها زوجها، وبالتالي تلزمها العدة الكاملة، ولا يسقط عنها هذا الواجب بسبب عدم المعاشرة.”

كما أكد على أن العدة واجبة أيضًا حتى لو لم يتم الدخول ولم يكن هناك خلوة شرعية، ما دام تم عقد الزواج بطريقة صحيحة شرعًا، فالعدة في هذه الحالة هي عبادة، وحق للزوج، وتقدير لحُرمة العلاقة الزوجية


حكم المطلقة قبل الدخول بها:

وقالت دار الإفتاء عبر منصاتها الرسمية، إن المرأة التي تم عقد زواجها شرعًا ولم يتم الدخول بها أو الخلوة الصحيحة، ثم وقع الطلاق، لا تلزمها عدة، بل تُصبح حرة في الزواج فورًا إذا أرادت ذلك، بشرط أن يكون الطلاق بائنًا أو تم بطلبها وكان نهائيًا.

واستشهدت الإفتاء بالآية الكريمة من سورة الأحزاب:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}
[سورة الأحزاب: 49]

وهذا النص صريح في أن المطلقة قبل الدخول لا تعتد، أي لا تلزمها عدة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ما دامت العلاقة الزوجية لم تُستكمل لا بدخول ولا بخلوة شرعية

أولًا: ما يجب على المرأة أثناء عدة الوفاة (4 أشهر و10 أيام)
1. اللباس المحتشم
• لا ترتدي ملابس زينة أو ألوان صارخة، وتُفضل الملابس الساترة ذات الألوان الهادئة.
2. عدم التزين أو التعطر
• يُمنع استعمال أدوات الزينة كالكحل وأحمر الشفاه والعطور.
3. عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة
• تظل المرأة في بيت الزوجية الذي مات فيه زوجها، ولا تخرج إلا لضرورة قصوى كالعلاج أو العمل الضروري، ويُشترط أن تعود فورًا بعد قضاء الحاجة.
4. عدم الخطبة أو الزواج
• لا يجوز خطبتها صراحة خلال العدة، ولا يصح عقد الزواج إلا بعد انقضائها.
5. الحداد على الزوج
• العدة تشمل نوعًا من الحداد الشرعي، تعبيرًا عن الوفاء للعلاقة الزوجية.

ثانيًا: ما يجب على المرأة أثناء عدة الطلاق الرجعي (3 حيضات أو 3 أشهر لغير الحائض)
1. البقاء في بيت الزوجية
• يجب على المطلقة الرجعية أن تظل في بيت الزوج، ولا تخرج منه إلا لضرورة، لعل الزوج يراجعها.
2. عدم الزواج
• لا يجوز الزواج أو الخطبة أثناء العدة.
3. الاحتشام في الملبس
• مثلما في عدة الوفاة، يُستحب ارتداء ملابس محتشمة، وإن كان التزين لا يُحرم كما في عدة الوفاة.
4. عدم التعرض للخِطبة
• لا يُعرض عليها زواج أو يُصرح بخطبتها إلا بعد انقضاء العدة.


ثالثًا: ما يجب على المرأة في عدة الطلاق البائن أو الخلع:
• إذا كان الطلاق بائنًا أو بطلب من المرأة (كالخلع)، فلها أن تسكن في أي مكان تراه آمنًا ومحترمًا، بشرط أن تُكمل العدة الشرعية (ثلاث حيضات أو 3 أشهر).
• لا يجوز لها الزواج أو الخطبة إلا بعد تمام العدة

تم نسخ الرابط