عمره 109 أعوام.. "فورتنيه" قصر ديزني الذي اعتقد البعض أنه بوابة الجحيم بالمنيا

طريق مخيف تسكنه الاشباح ليلاً ليس له وسيلة مواصلات تقودك له، في كل خطوة يرتعش قلبك خوفاً، فعندما تقترب إلي القصر، تسمع أصواتًا تهمس بأذنك تردد كلمات «أهرب ولم تقترب»، لا تعرف مصدرها وسط رياح محملة بسحابة بيضاء، لتجد نفسك أمام قصر « فورتنيه» الذي تتناثر حولة حكايات الأساطير، ويأخذ شكل قصر ديزني السحري الشهير.

علي بعد 3 كيلو متر شرق مدينة ملوي، جنوب محافظة المنيا، يقع قصر « فورتنيه» الغامض الذي يثير الدهشة والفضول في آن واحد، و تحوله إلى لغز يروي قصصًا عن ماضٍ غامض.
قصر فورتنيه صُمم على الطراز الإيطالي
قال أحمد عبد الغني، أحد سكان العزبة القريب من القصر، أنه بُني في عام 1916 على يد الخواجة الفرنسي «أنطونيو فورتنيه»، الذي كان يعمل في تجارة القطن، و صُمم القصر على الطراز الإيطالي، بواجهة مزخرفة وبوابات عالية وشرفات واسعة، ليشبه قصور عالم ديزني الخيالية.

من قصر فخم إلى صرح مهجور بعد تأميمه
وأضاف عبد الغني لـ نيوز روم، أن بعد تأميم القصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، تحول إلى معزل طبي لمرضى الجذام، ثم إلى مخزن للأدوية، ومع مرور الوقت تهالك القصر وأصبح مهجورًا، لتنتشر حوله حكايات الأشباح والأرواح التي تسكنه.
واستكمل فاروق شحاته، الرجل المٌسن والذي كان عمره 8 سنوات آنذاك، قائلًا: بعد بناء القصر ظل فيه الخواجة مع عائلته لمدة أكثر من 37 عامًا، حتى قامت ثورة 1952 ضد الإنجليز في مصر، وجرى تأميم القصر حينها، وغادر الخواجه وأسرته البلاد وعادوا إلى موطنهم فرنسا.

بيت رعب مهجور
وأشار شحاته، أن القصر تحول إلي بيت رعب مهجور بعد نقل المعزل الطبي منه، لنشاهد خيالات حول القصر وأنوار منبعثة من داخله رغم عدم وجود كهرباء به او مصابيح، وليالي كثيرة نسمع أصوات غريبة وغير مفهومه أو مفسره، موضحاً أن القصر لم يقترب منه أحد من المسؤولين لترميمه وفتحه مرة آخري لما يحمله من قيمة تاريخية ومعمارية فريدة.

تفاصيل قصر فورتنيه الغامض
واختتم شحاته حديثه، أن القصر يقام علي مساحة 250 متراً، ويتكون من 3 طوابق وقبة ثلاثية الأبعاد ترها من بعيد بكافة الاتجاهات المحيطة بالقصر كأنها بوصلة، وعمره يبلغ الان 109 عاماً، كان تحيطه حديقة مليئة بأشجار اللارنج النادرة والفاكهة والزهور المختلفة.
رد إدارة هيئة الأثار بجنوب ملوي
وكان قد قال مصدر بإدارة الآثار جنوب المنيا، رفض ذكر أسمه، أن القصر يتمتع بحالة إنشائية رائعة وفريدة من نوعها، ولم يتبع هيئة الأثار حالياً، ولكن يتبع وزارة الصحة، التي استخدمته معزل ثم حولته إلي مخزن للخردة، وهذه أزمة تتضمن العديد من القصور الكائنة بمحيط محافظة المنيا.